تدوم بالمحبة والاحترام المتبادل بين الزوج والزوجة. بينما التكشف والتبرج يزيلان تلك المحبة الخالصة والاحترام الجاد ويسممان الحياة العائلية؛ ولا سيما الولع بالصور فانه يفسد الاخلاق ويهدمها كلياً، ويؤدي الى انحطاط الروح وتردّيها، ويمكن فهم هذا بالآتي:
كما ان النظر بدافع الهوى وبشهوة الى جنازة امرأة حسناء تنتظر الرحمة وترجوها يهدم الاخلاق ويحطها، كذلك النظر بشهوة الى صور نساء ميتات أو الى صور نساء حيات - وهي في حكم جنائز مصغرة لهن - يزعزع مشاعر الانسان ويعبث بها، ويهدمها.
وهكذا بمثل هذه المسائل الاربع فان كل مسألة من آلاف المسائل القرآنية تضمن سعادة البشر في الدنيا كما تحقق سعادته الابدية في الاخرة.
فَلكَ أن تقيس سائر المسائل على المسائل المذكورة.
وايضاً، فكما ان المدنية الحاضرة تخسر وتُغلب امام دساتير القرآن المتعلقة بحياة الانسان الاجتماعية، فيظهر افلاسها - من زاوية الحقيقة - ازاء اعجاز القرآن المعنوي، كذلك فان فلسفة اورثا وحكمة البشر - وهي المدنية - عند الموازنة بينها وبين حكمة القرآن بموازين الكلمات الخمس والعشرين السابقة، ظهرت عاجزة وحكمة القرآن معجزة، وان شئت فراجع (الكلمة الثانية عشرة والثالثة عشرة) لتلمس عجز حكمة الفلسفة وافلاسها واعجاز حكمة القرآن وغناها.
وايضاً، فكما ان المدنية الحاضرة غُلبت امام اعجاز حكمة القرآن العلمي والعملي، كذلك آداب المدنية وبلاغتها فهي مغلوبة امام الأدب القرآنـي وبلاغتــه. والنسبة بينهما اشبه ما يكون ببكاء يتيم فَقَد أبــوَيه بكاءً ملــؤه الحزن القاتم واليأس المرير، الى انشاد عاشق عفيف حزينٍ على فراق قصير الأمد غناءً ملؤه الشوق والأمل.. أو نسبة صراخ سكير يتخبط في وضع سافل، الى قصائد حماسية تحضّ على بذل الغوالي من الانفس والاموال وبلوغ النصر. لأن: الادب والبلاغة من حيث تأثير الاسلوب، إما يورثان الحزن وإما الفرح. والحزن