ان الله منزّه عن كل رابطة تتعلق بالموجودات تُشم منها رائحة التوليد والتولد، وهو مقدّس عن كل شريك ومعين ومجانس، وانما علاقتــه بالمــوجــودات هي الخــلاقيـة. فهو يخلق الموجودات بأمر (كن فيكون) بارادته الازلية وباختياره. وهو منزّه عن كل رابطة تنافي الكمال، كالايجاب والاضطرار والصدور بغير اختيار.
وحظ فهم طبقة أعلى من هذه هو:
ان الله ازلي، ابدي، اول وآخر، لانظير له ولا كفو، ولاشبيه، ولامثيل ولامثال في اية جهة كانت، لا في ذاته ولافي صفاته ولا في افعاله. وانما هناك (المَثَل) (ولله المثل الاعلى) الذي يفيد التشبيه في افعاله وشؤونه فحسب.
فلك أن تقيس على هذه الطبقات اصحاب الحظوظ المختلفة في الادراك من امثال طبقة العارفين وطبقة العاشقين وطبقة الصديقين وغيرهم...
المثال الثاني:
قوله تعالى ﴿ما كان محمد أبا احدٍ من رجالكم﴾(الاحزاب:40)
فحظ فهم الطبقة الاولى من هذه الآية هو:
ان زيداً خادم الرسول y ومتبناه ومخاطبه بـ: يا بني، قد طلّق زوجته العزيزة بعدما احسّ انه ليس كفواً لها، فتزوجها الرسول y بأمر الله تعالى، فالآية (النازلة بهذه المناسبة) تقول: ان النبي y اذا خاطبكم مخاطبة الاب لإبنه، فانه يخاطبكم من حيث الرسالة، اذ هو ليس اباً لأحدٍ منكم باعتباره الشخصي حتى لا تليق به زوجاته.
وحظ فهم الطبقة الثانية هو:
ان الامير العظيم ينظر الى رعاياه نظر الأب الرحيم، فان كان سلطاناً روحانياً في الظاهر والباطن فان رحمته ستفوق رحمة الاب وشفقته اضعافاً مضاعفة، حتى تنظر اليه افراد الرعية نظرهم للاب وكأنهم اولاده الحقيقيون. وحيث إن النظرة الى الاب لا يمكن ان تنقلب الى النظر الى الزوج والنظر الى البنت لايتحول بسهولة الى