الكلمات | الكلمة الخامسة والعشرون | 557
(487-598)

الشعلة الثانية
هذه الشعلة لها ثلاثة انوار
النور الاول

ان القرآن الكريم قد جمع السلاسة الرائقة والسلامة الفائقة والتساند المتين والتناسب الرصين والتعاون القوي بين الجمل وهيئاتها، والتجاوب الرفيع بين الآيات ومقاصدها، بشهادة علم البيان وعلم المعاني وشهادة الوف من ائمة هذه العلوم كالزمخشري والسكاكي وعبد القاهر الجرجاني، مع ان هناك ما يقارب تسعة اسباب مهمة تخل بذلك التجاوب والتعاون والتساند والسلاسة والسلامة، فلم تؤثر تلك الاسباب في الافساد والاخلال بل مدّت وعضّدت سلاسته وسلامته وتسانده إلاّ ما اجرته بشئ من حكمها في اخراج رؤوسها من وراء ستار النظام والسلاسة، وذلك لتدلّ على معان جليلة من سلاسة نظم القرآن، بمثل ما تخرج البراعم بعض البروزات والندب في جذع الشجرة المنسقة، فهذه البروزات ليست لإخلال تناسق الشجرة وتناسبها وانما لإعطاء ثمرات يتم بها جمال الشجرة وكمال زينتها.
اذ إن ذلك القرآن المبين نزل في ثلاث وعشرين سنة نجماً نجماً

لايوجد صوت