الكلمات | الكلمة الخامسة والعشرون | 560
(487-598)

وقت آخر.
فالقرآن الكريم يذكر في اكثر الاحيان قسماً من الخلاصات والفذلكات في خاتمة الآيات. فتلك الخلاصات: إما انها تتضمن الاسماء الحسنى أو معناها، واما انها تحيل قضاياها إلى العقل وتحثه على التفكر والتدبر فيها.. أو تتضمن قاعدة كلية من مقاصد القرآن فتؤيد بها الآية وتؤكدها.
ففي تلك الفذلكات بعض اشارات من حكمة القرآن العالية، وبعض رشاشات من ماء الحياة للهداية الإلهية، وبعض شرارات من بوراق إعجاز القرآن.
ونحن الآن نذكر اجمالاً (عشر اشارات) فقط من تلك الاشارات الكثيرة جداً، كما نشير الى مثال واحد فقط من كثير من امثلتها، والى معنى اجمالي لحقيقة واحدة فقط من بين الحقائق الكثيرة لكل مثال.
هذا وان اكثر هذه الاشارات العشر تجتمع في اكثر الآيات معاً مكونة نقشاً اعجازياً حقيقياً. وان اكثر الآيات التي نأتي بها مثالاً هي امثلة لأكثر الاشارات. فنبين من كل آية اشارة واحدة مشيرين اشارة خفيفة الى معاني تلك الآيات التي ذكرناها في (كلمات) سابقة.

 مزية الجزالة الاولى:
ان القرآن الكريم - ببياناته المعجزة - يبسط افعال الصانع الجليل ويفرش آثاره أمام النظر، ثم يستخرج من تلك الافعال والآثار، الاسماء الإلهية، أو يثبت مقصداً من مقاصد القرآن الاساسية كالحشر والتوحيد.
فمن امثلة المعنى الاول:
قوله تعالى ﴿هو الذي خلقَ لكُم ما في الارض جميعاً ثم استوى الى السماء

لايوجد صوت