الكلمات | الكلمة الخامسة والعشرون | 561
(487-598)

فسويهنّ سبعَ سمواتٍ وهو بكل شيء عليم﴾(البقرة: 29)
ومن امثلة المعنى الثاني:
قوله تعالى﴿ ألم نجعل الارض مهاداً والجبال اوتاداً وخلقناكم ازواجاً﴾ الى قوله تعالى ﴿إن يوم الفصل كان ميقاتاً﴾
ففي الآية الاولى: يعرض القرآن الآثار الإلهية العظيمة التي تدل بغاياتها ونظمها على علم الله وقدرته،يذكرها مقدّمة لنتيجة مهمة وقصد جليل ثم يستخرج اسم الله (العليم).
وفي الآية الثانية: يذكر افعال الله الكبرى وآثاره العظمى، ويستنتج منها الحشر الذي هو يوم الفصل، كما وُضح في النقطة الثالثة من الشعاع الاول من الشعلة الاولى.
 النكتة البلاغية الثانية:
ان القرآن الكريم ينشر منسوجات الصنعة الإلهية ويعرضها على انظار البشر ثم يلفّها ويطويها في الخلاصة ضمن الأسماء الإلهية، أو يحيلها الى العقل.
فمن أمثلة الاول:
﴿قل من يرزقكم من السماء والارض، أمّن يملك السمعَ والابصار، ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي، ومَن يدّبر الأمر فسيقولون الله، فقل أفلا تتقون  فذلكم الله ربكم الحق﴾(يونس: 31- 32)
فيقول اولاً: ( مَن الذي هيأ السماء والارض وجعلهما مخازن ومستودعاتٍ لرزقكم، فأنزل من هناك المطر ويخرج من هنا الحبوب ؟ ومَن غيرُ الله يستطيع ان يجعل السماء والارض العظيمتين في حكم خازنين مطيعين لحكمه؟ فالشكر والحمد اذاً له وحده).
ويقول في الفقرة الثانية: (أمّن هو مالك اسماعكم وابصاركم التي هي اثمن ما في اعضائكم؟ من أي مصنع أو محل ابتعتموها؟ فالذي منحكم هذه الحواس اللطيفة من عين وسمع انما هو ربّكم! وهو الذي خلقكم ورباكم، ومنحها لكم،فالرب اذاً انما هو وحده المستحق للعبادة

لايوجد صوت