ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب الثامن | 41
(39-41)

بمحبوبه وحده. ويضحي بكل شئ في سبيله. أو يذم الآخرين ضمناً ويهوّن من شأنهم اعلاءً لقدر محبوبه وثناءً عليه.
فمثلاً قد قال احد العاشقين:
(ان الشمس لتخجل من جمال محبوبتي،فتتستر بحجاب السحاب لئلا تراها).
ايها العاشق! بأي حق تُخجل الشمس، تلك الصحيفة النورانية التي تظهر ثمانية اسماء عظمى؟
ثم ان الشفقة خالصة، لا تطلب شيئاً من المشفق عليه، فهي صافية لا تطلب عوضاً. والدليل على هذا، الشفقة المقرونة بالتضحية التي يحملها والدات الحيوانات، والتي هي ادنى مراتب الشفقة، فهي لا تطلب مقابل شفقتها شيئاً.
بينما العشق يطلب الاجرة والعوض. وما نواح العاشقين الا نوع من الطلب، وسؤال للاجرة.
اذاً فان شفقة سيدنا يعقوب التي هي اسطع نورٍ يتلمع في أسطع سور القرآن، سورة يوسف، تظهر اسمي (الرحمن الرحيم) وتعلن: ان طريق الشفقة هي طريق الرحمة، وان ضماد ألم الشفقة ذاك انما هو: ﴿فالله خيرٌ حافظاً وهو أرحمُ الراحمين﴾ (يوسف: 64).

الباقي هو الباقي

سعيد النورسي

لايوجد صوت