الكلمات | الكلمة الثالثة والثلاثون | 957
(905-964)

مع الرأس ككل حتى لو اختلط شئ جزئي بتلك الخلية لاختلت ادارة الجسم وصحته، ولها علاقة خاصة مع الشرايين والأوردة والأعصاب، بل علاقة وظيفية مع الجسم كله، مما يثبت لنا أن تلك الخلية قد اعطيَ لها ذلك الموضع المعين في بؤبؤ العين وأختير لها ذلك المكان من بين ألوف الأمكنة، للقيام بتلك المهام. وليس ذلك الاّ بحكمة صانع حكيم.
فكل موجودات الكون على هذا الغرار، فكل منها يعلن بذاته، بصفاته، عن صانعه بلسانه الخاص، ويشهد على حكمته بسلوكه في طريق معينة ضمن طرق امكانات لا حد لها. وكلما دخل الى جسم مركب اعلن بلسان آخر عن صانعه ضمن تلك الطرق التي لا تحد من الإمكانات. وهكذا يشهد كل شئ على صانعه الحكيم وإرادته وإختياره، شهادةً بعدد تلك الطرق من طرق الإمكانات التي لا تحد، وبعدد المركبات وإمكاناتها وعلاقاتها التي فيها، الى أن تصل الى أعظم مركب. لأن الذي يضع شيئاً ما بحكمة تامة في جميع المركبات، ويحافظ على تلك العلاقات فيما بينها لا يمكن أن يكون الاّ خالق جميع المركبات.
أي ان شيئاً واحداً بمثـابة شـاهـد بألـوف الألسنـة عـلـيـه سبحانه وتعالى. بـل ليس هناك ألوف الشهادات على وجوده سبحانه وحكمته واختياره وحدها، بل الشهادات موجودة ايضاً بعدد الكائنات، بل بعدد صفات كل موجود وبعدد مركباته. وهكذا ترد من زاوية (الإمكان) شهادات لا تحدّ على (الواجب الوجود).
فيا أيها الغافل! قل لي بربك أليس صمّ الأذان عن جميع هذه الشهادات التي يملأ صداها الكون كله لهو صمم ما بعده صممٌ، وجهل ما بعده جهل؟

لايوجد صوت