الكلمات | الكلمة الثالثة والثلاثون | 958
(905-964)

النافذة الحادية والثلاثون
﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فى اَحْسَنِ تَقْويمٍ﴾(التين:4)
﴿وَفىِ الاْرضِ آيَاتٌ لِلْموُقنينَ  وَفى اَنْفُسِكُمْ اَفَلاَ تُبْصِرونَ﴾(الذاريات:20ـ21)
نحنُ هنا أمام نافذة الانسان، نتطلع من خلال نفس الانسان الى نور التوحيد، ونحن إذ نحيل تفاصيل ذلك الى الكتب والأسفار المدونة من قبل ألوف الأولياء الصالحين الذين بحثوا في نفس الانسان بأسهاب، نود ان نشير الى بضع اشارات مستلهمة من فيض نور القرآن الكريم، وهي كما يأتي:
ان الانسان هو نسخة جامعة لما في الوجود من خواص، حتى يُشعِرُهُ الحقُّ سبحانه وتعالى جميع اسمائه الحسنى المتجلية بما اودع في نفس الانسان من مزايا جامعة. نكتفي في بيان هذا بما ذكرناه في (الكلمة الحادية عشرة) وفي رسائل أخرى، غير أننا نبين هنا ثلاث نقاط فقط:
النقطة الأولى:
إن (الانسان) مرآةٌ عاكسة لتجليات الأسماء الإلهية الحسنى، وهو مرآة لها ثلاثة أوجه:
الوجه الاول: كما أن الظلام سبب لرؤية النور، أي أن ظلام الليل وشدّته يبين النور ويظهره بشكل أكثر وضوحاً.. فالأنسان ايضاً يُعرِّف بضَعفه وعَجزه وبفقره وحاجاته، وبنقصه وقصوره، قدرةَ القدير ذي الجلال، وقوتَهُ العظيمة، وغناه المطلق، ورحمته الواسعة.
فيكون الانسان بهذا كأنه مرآة عاكسة لكثير من تجليات الصفات الإلهية الجليلة. بل حتى ان ما يحمله من ضعف شـديد، وما يكتنفه من اعداء لا حد لهم، يجعله يتحرى دائماً عن مرتكز يرتكز عليه، ومستند يستند اليه. فلا يجد وجدانه الملهوف إلاّ الله سبحانه.
وهو مضطر ايضاً الى تحري نقطة استمداد يستمد منها حاجاته التي لا تتناهى، ويسد بها فقره غير المتناهي، ويشبع آماله التي لا نهاية لها، فلا يجد في غمرة تحريه الا الاستناد - من هذه الجهة - الى

لايوجد صوت