الكلمات | الكلمة الرابعة والعشرون | 442
(436-486)

واستعداداته مختلفة ورغباته متفاوتة.
ولأجل هذا تتوسط الحجب والبرازخ لدى انكشاف الحقيقة، وفي شهود الحق، فبعضهم لا يستطيع المرور من البرزخ. وحيث ان القابليات متفاوتة، فقابلية بعضهم لا تكون منشأ لانكشاف بعض أركان الايمان.
ثم ان ألوان تجليات الاسماء تتنوع، حسب نيل المظاهر، وتصبح متغايرة، فلا يستطيع بعض من حظي بمظهر اسم من الاسماء ان يكون مداراً لتجليه تجلياً كاملاً، فضلاً عن ان تجلي الاسماء تتخذ صوراً مختلفة باعتبار الكلية والجزئية والظلية والأصلية. فيقصر بعض الاستعدادات عن اجتياز الجزئية والخروج من الظل. وقد يغلب اسم من الاسماء - حسب الاستعداد - فينفذُ حكمَُه وحدَه، ويكون مهيمناً في ذلك الاستعداد.
وهكذا، فهذا السر الغامض العميق وهذه الحكمة الواسعة، سنشير اليها ببضع اشارات ضمن تمثيل واسع تمازجه الحقيقة الى حد.
فلنفرض (زهرة) ذات نقوش، و (قطرة) ذات حياة عاشقة للقمر، و(رشحة) ذات صفاء متوجهة نحو الشمس، بحيث ان لكلٍ منها شعوراً، ولكلٍ منها كمالاً، وشوقاً نحو ذلك الكمال.
فهذه الأشياء الثلاثة تشير الى حقائق كثيرة، فضلاً عن اشاراتها الى سلوك النفس والعقل والروح، وهي أمثلة لثلاث طبقات لأهل الحقيقة(1):
أولاها:
أهل الفكر وأهل الولاية وأهل النبوة.. فهذه الأشياء تشير الى هؤلاء. 
(1) وفي كل طبقة ايضاً ثلاث طوائف. فالامثلة الثلاثة الواردة في التمثيل متوجهة الى الطبقات الثلاث التي في كل طبقة، بل الى الطبقات التسع التي فيها. لا الطبقات الثلاث وحدها. - المؤلف.

لايوجد صوت