هذا وان مثالنا مبني على الرأي القائل بأن الالوان الزاهية للازهار انما تنشأ من انعكاس تحلل الالوان السبعة لضياء الشمس.
وبناء على هذا القول فالازهار ايضاً نوع من مرايا الشمس.
ثانيه: هو الفيض والنور الذي تعطيه الشمسُ القمرَ والكواكب السيارة، باذن الفاطر الحكيم. فالقمر يستفيد من النور الذي هو في حكم ظل لضياء الشمس استفادة كلية، بعد ان اُفيض عليه هذا الفيض الكلي والنور الواسع، وبعد ذلك يفيد القمر فيفيض بالنور بشكل خاص على البحار والهواء والتراب اللامع، ويفيض بصورة جزئية على حبابات الماء ودقائق التراب وذرات الهواء.
ثالثه: هو انعكاس للشمس - بأمر آلهي - انعكاساً صافياً كلياً بلا ظلٍ، بحيث يجعل كلاً من جو الهواء ووجه البحار مرايا.. ثم ان تلك الشمس تعطي صورتها الجزئية وتمثالها المصغر الى كل من حبابات البحار وقطرات الماء ورشحات الهواء وبلورات الثلج.
وهكذا فالشمس - في الجهات الثلاث المذكورة - لها افاضة وتوجّه الى كل زهرة، والى كل قطرة متوجهة للقمر، والى كل رشحة، بطريقين اثنين في كل منها:
الطريق الاول: افاضة مباشرة بالاصالة، من دون المرور في البرزخ، وبلا حجاب.. هذا الطريق يمثل طريق النبوة.
الطريق الثاني: تتوسط فيه البرازخ، اذ قابليات المرايا والمظاهر تعطي لوناً لتجليات الشمس.. هذا الطريق يمثل طريق الولاية.
وهكذا، (فالزهرة) و (القطرة) و (الرشحة) كل منها تستطيع ان تقول في الطريق الاول: (انا مرآة شمس العالم أجمع) ولكنها لا تتمكن ان تقولها في الطريق الثاني، بل تقول: (انني مرآة شمسي) أو (انني مرآة للشمس المتجلية على نوعي) لأنها تعرف الشمس هكذا، اذ لا تستطيع ان ترى الشمس المتوجهة الى العالم كله؛ لأن شمس ذلك الشخص، او نوعه، او جنسه، تظهر له ضمن برزخ ضيق وتحت قيد محدود. فـلا يستطـيـع ان يمـنـح تلـك الشمس المقيدة آثار الشـمس