ثانيتها:
السالكون الى الحقيقة سعياً لبلوغ كمالهم بأجهزة جسمانية.. (أي عن طريق الحواس)
والماضون الى الحقيقة بالمجاهدة بتزكية النفس واعمال العقل..
والسائرون الى الحقيقة بتصفية القلب والايمان والتسليم.. فهذه الأشياء أمثلة لهؤلاء.
ثالثتها:
الذين حصروا السلوك الى الحقيقة باستدلالهم، ولم يدَعوا الانانية والغرور، وأوغلوا في الآثار.
والذين يتحرّون الحقيقة بالعلم والحكمة والمعرفة.
والذين يصلون الى الحقيقة سريعاً بالايمان والقرآن والفقر والعبودية.
فالاشياء الثلاثة تمثيلات تشير الى حكمة الاختلاف في الطوائف الثلاث المتفاوتة في الاستعدادات.
فالسر الدقيق والحكمة الواسعة التي يتضمنها رقي هذه الطبقات الثلاث، نحاول ان نبينها ضمن تمثيل وتحت عناوين (زهرة) و (قطرة) و (رشحة).
فمثلاً: للشمس - باذن خالقها وبأمره - أنواع ثلاثة مختلفة من التجلي والانعكاس والافاضة.
احدها: على الأزهار.
والآخر: على القمر والكواكب السيارة.
وآخر: على المواد اللماعة كالزجاج والماء.
فالأول: من هذا التجلي والافاضة والانعكاس على أوجه ثلاثة:
الاول: تجل كلي وانعكاس عمومي، وهو أفاضتها على جميع الازهار.
الثاني: تجلٍ خاصٍ، وهو انعكاس خاص حسب كل نوع.
الثالث: تجل جزئي، وهو افاضة حسب شخصية كل زهرة.