الالف - نصفها - احدى وعشرين مرة .. وان الهمزة والهاء متآخيتان حسب المخرج فذكرت الهمزة ثلاث عشرة مرة(2) والهاء اربع عشرة مرة لكونها أخفّ منها بدرجة.. وان القاف والفاء والكاف متآخية، فذُكرت القاف عشر مرات لزيادة نقطة فيها، وذكرت الفاء تسع مرات والكاف تسع.. وان الباء ذُكرت تسع مرات، والتاء ذُكرت اثنتا عشرة مرة، لأن درجتها ثلاثة.. وان الراء اخت اللام . ولكن الراء مئتان واللام ثلاثون حسب حساب (ابجدية الجمل) أي ان الراء فوق اللام بست درجات فأنخفضت عنها بست درجات. وايضاً الراء تتكرر كثيراً في التلفظ، فيثقل، فذُكرت ست مرات فقط.. ولأن الخاء والحاء والثاء والضاد ثقيلة وبينها مناسبات ذكر كل منها مرة واحدة.. ولأن الواو أخف من (الهاء والهمزة) واثقل من (الياء والالف) ذُكرت سبع عشرة مرة فوق الهمزة الثقيلة باربع درجات وتحت الالف الخفيفة باربع درجات ايضاً.
وهكذا فان هذه الحروف بهذا الوضع المنتظم الخارق، مع تلك المناسبات الخفية، والانتظام الجميل، والنظام الدقيق، والانسجام اللطيف تثبت بيقين جازم كحاصل ضرب اثنين في اثنين يساوي اربعاً: أنه ليس من شأن البشر ولا يمكنه أن يفعله. أما المصادفة فمحال ان تلعب به.
هذا فإن ما في اوضاع هذه الحروف من الانتظام العجيب والنظام الغريب مثلما هو مدار للفصاحة والسلاسة اللفظية، يمكن ان تكون له حِكم كثيرة اخرى.
فما دام في الحروف هذا الانتظام، فلا شك انه قد روعي في كلماتها وجملها ومعانيها إنتظام ذو أسرار، وانسجام ذو أنوار، لو رأته العين لقالت من اعجابها: ما شاء الله، واذا ادركه العقل لقال من حيرته: بارك الله.
(2) الهمزة الملفوظة وغير الملفوظة هي خمس وعشرون. وهي فوق اختها وهي الالف الساكنة بثلاث درجات، لأن الحركة ثلاثة. - المؤلف.