تنهى هذه الآية الكريمة عن الغيبة بست مراتب وتزجر عنها بشدة وعنف، وحيث ان خطاب الآية موجه الى المغتابين، فيكون المعنى كالاتي:
ان الهمزة الموجودة في البداية، للاستفهام الانكاري حيث يسري حكمه ويسيل كالماء الى جميع كلمات الآية، فكل كلمة منها تتضمن حكماً.
ففي الكلمة الاولى تخاطب الآية الكريمة بالهمزة:
أليس لكم عقل - وهو محل السؤال والجواب - ليعي هذا الامر القبيح؟
وفي الكلمة الثانية: (ايحب) تخاطب الآية بالهمزة:
هل فسد قلبكم - وهو محل الحب والبغض - حتى أصبح يحب اكره الاشياء واشدها تنفيراً.
وفي الكلمة الثالثة: (احدكم) تخاطب بالهمزة:
ماذا جرى لحياتكم الاجتماعية - التي تستمد حيويتها من حيوية الجماعة - وما بال مدنيتكم وحضارتكم حتى اصبحت ترضى بما يسمم حياتكم ويعكر صفوكم.
وفي الكلمة الرابعة: (ان يأكل لحم) تخاطب بالهمزة:
ماذا اصابت انسانيتكم؟ حتى اصبحتم تفترسون صديقكم الحميم.
وفي الكلمة الخامسة: (اخيه) تخاطب بالهمزة:
اليس بكم رأفة ببني جنسكم، أليس لكم صلة رحم تربطكم معهم، حتى اصبحتم تفتكون بمن هو اخوكم من عدة جهات، وتنهشون شخصه المعنوي المظلوم نهشاً قاسياً ، ايملك عقلاً من يعض عضواً من جسمه؟ اوَليس هو بمجنون؟.
وفي الكملة السادسة: (ميتاً) تخاطب بالهمزة:
اين وجدانكم؟ أفسدت فطرتكم حتى اصبحتم تجترحون ابغض الاشياء وافسدها - وهو أكل لحم اخيكم - في الوقت الذي هو جدير