الكلمات | الكلمة الخامسة والعشرون | 513
(487-598)

﴿أفلم ينظروا الى السماءِ فوقَهُم كيفَ بنيناها وزينّاها ومالها من فروج  والأرضَ مددناها وألقينا فيها رواسيَ وانبتنا فيها من كلٍّ زوجٍ بهيج  تبصرةً وذكرى لكلّ عبدٍ منيب ونزّلنا من السماء ماءً مباركاً فانبتنا بهِ جنّاتٍ وحبّ الحصيد  والنخلَ باسقاتٍ لها طلعٌ نضيد  رزقاً للعبادِ واحيينا به بلدةً ميتاً كذلك الخروج﴾(ق: 6ـ11)
فهذا البيان يسيل كالماء الرقراق، ويسطع كالنجوم الزاهرة، وهو يطعم القلب ويغذّيه بغذاء حلو طيب كالرطب. فيكون غذاء ويكون لذة في الوقت نفسه.
ومن ألطف امثلة مقام (الاثبات) هذا المثال:
﴿يس والقرآنِ الحكيم  إنك لمن المرسلين﴾(يس : 1ــ3) . هذا القَسَم يشير الى حجية الرسالة وبرهانها بيقين جازم وحق واضح حتى بلغت في الحقانية والصدق مرتبة التعظيم والإجلال، فيُقْسَم به.
يقول القرآن الكريم بهذه الاشارة: انك رسول لأن في يدك قرآناً حكيماً، والقرآن نفسه حق وكلام الحق لأن فيه الحكمة الحقة وعليه ختم الاعجاز.
ونذكر من امثلة مقام (الاثبات) ذات الاعجاز والايجاز هذه الآية الكريمة: ﴿قال من يحيى العظامَ وهي رميمٌ قلْ يحييها الذي أنشأها أولَ مرةٍ وهو بكلّ خلقٍ عليم﴾(يس: 78 - 79 ).
ففي المثال الثالث من الحقيقة التاسعة للكلمة العاشرة تصوير لطيف لهذه المسألة، على النحو الآتي:
ان شخصاً عظيماً يستطيع ان يشكّل - أمام انظارنا - جيشاً ضخماً في يوم واحد. فاذا قال احدهم: ان هذا الشخص يمكنه ان يجمع جنود طابوره المتفرقين للاستراحة ببوق عسكري فينتظم له الطابور حالاً. وانت ايها الانسان إن قلت: لا اصدق!! تدرك عندئذٍ مدى بعد انكارك

لايوجد صوت