ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب التاسع عشر | 192
(163-327)

أيها الضعيف ويا من مات قلبه ويا أيها الشقي!.
لعلك تقول ان محمداً y كان عبقرياً، فعرف بعبقريته هذه الأمور الغيبية وتغمض عينك عن حقيقة النبوة الساطعة كالشمس!.
أيها المسكين! ان ما سمعتَه ليس الاّ جزء من خمسة عشر نوعاً من الأنواع الكلية لمعجزاته y وقد علمتَ انها جميعاً ثابتة بروايات صحيحة وبتواتر معنوي. وانت لم تسمع بعدُ الاّ نبذةً يسيرة مما يتعلق بالامور الغيبية.. أفبعد ما يسمع الانسان هذه المعجزات يقول لصاحبها: انه عبقري يكشف المستقبل بفراسته؟.
هب اننا قلنا مثلك: انه عبقري! أفيمكن ان تلتبس الرؤية على من يملك مئات الأضعاف من الذكاء المقدس والعبقرية السامية؟ وهل يمكن لمثل هذه الشخصية السامية ان تهبط من سموها الصادق فيخبر أخباراً عارية عن الصحة؟ أليس جنوناً وبلاهةً ما بعدها بلاهة الاعراضُ عما تخبر به هذه العبقرية الفذة حول سعادة الدارين!؟.

الاشارة البليغة السادسة
 ثبت انه y أخبر فاطمة: أنها (أول أهله لحوقاً به)(1).. أي أول من يموت بعدهy فيتبعه من أهل البيت. وبعد ستة أشهر وقع ما قال.

-----------------------------------------------------------------------------------------

(1) صحيح: الشفا 1/ 340 ( عن عائشة رضي الله عنها قالت: دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة ابنته في شكواه الذي قبض فيها، فسارّها بشئ، فبكت ثم دعاها فسارها فضحكت، قالت: فسألتها عن ذلك فقالت: سارّني النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرني انه يقبض في وجعه الذي توفى فيه فبكيتُ. ثم سارني فأخبرني اني أول اهل بيته أتبعه فضحكت) رواه البخاري (4/248، 5/26 ومسلم (4/1904 برقم 2450) والامام احمد في مسنده (6/77، 240، 282، 283) والترمذي في المناقب.

لايوجد صوت