ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب التاسع عشر | 196
(163-327)

حب الرسول y ويكون وسيلة لحب الله عز وجل فهذا الحب مشروع، لا يضر افراطُه، لانه لا يتجاوز الحدود ولا يستدعي ذم الغير وعداوته.
وثانيهما: حب (بالمعنى الاسمي) وهو حبهم حباً ذاتياً، ولأجلهم، اي حب عليّ من أجل شجاعته وكماله، وحب الحسن والحسين من أجل فضائلهما ومزاياهما الكاملة فحسب، من غير تذكّر للنبي y، حتى ان منهم من يحبهم ولو لم يعرف الله ورسوله. فهذا الحب لا يكون وسيلةً لحب الله ورسوله. واذا ما كان في هذا الحب افراط فانه سيفضي الى ذم الغير وعداوته.
وهكذا أفرط منهم ـ كما ذكر في الحديث الشريف ـ في الحب لعليّ وتبرأوا من أبي بكر وعمر، فوقعوا في خسارة عظيمة. فكان هذا الحب السلبي ـ غير الايجابي ـ سبباً لخسارتهم .
 ونقل نقلاً صحيحاً انه y حذّر الأمة من أنهم (اذا مشوا المُطَيطاء(1) وخَدَمَتْهم بناتُ فارس والروم ردَّ الله بأسَهُم بينهم وسلّط شِرارَهم على خِيارِهم)(2). وبعد ثلاثين سنة وقع الأمر كما قال.
 وثبت كذلك انه y أعلَمَ أصحابه: (بفتح خيبر على يَدي عليّ)(3).

----------------------------------------------------------------------------------------

(1) (المطيطاء): مشية فيها مدّ اليدين والتبختر والخيلاء.
(2) صحيح: روى الترمذي عن ابن عمر (2262 تحقيق احمد شاكر) وقال: هذا حديث غريب اي ضعيف وتابعه محقق جامع الاصول (10/ 40 برقم 7503) فما حالفهم التوفيق. فالحديث صحيح، صححه محقق الجامع الصغير (813) وفصّل القول فيه في سلسلة الاحاديث الصحيحة (954)... والحديث له شاهد من حديث ابي هريرة اورده الهيثمي في المجمع (10/ 237) وقال: رواه الطبراني في الاوسط واسناده حسن.
(3) قال رسول الله y يوم خيبر: (لاعطينّ هذه الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه، يُحب الله ورسوله، ويُحبه الله ورسوله... ) الحديث رواه البخاري (5/171) في المغازي باب غزوة خيبر، وفي الجهاد باب دعاء النبي y الى الاسلام والنبوة، وباب فضل من أسلم على يديه رجل، وفي فضائل اصحاب النبي y باب مناقب علي بن ابي طالب. ورواه مسلم (برقم 2406) في فضائل الصحابة باب فضائل علي رضي الله عنه، ورواه احمد (5/ 333) كلهم من حديث سهل بن سعد. ورواه البخاري (7/ 366) ومسلم (برقم 1807) واحمد (4/ 52) عن سلمة بن الاكوع.

لايوجد صوت