رسول الله انه رجل مفوّه فَدَْعني انتزع ثنيتيه السفليتين، فلا يقوم خطيباً عليك بعد اليوم)، فقال رسول الله y: (وعسى ان يقومَ مقاماً يَسرُّك يا عمر)(3). فكان كذلك اذ حينما وقعت وفاة النبي y، تلك الحادثة العظمى التي كلَّ الصبرُ فيها، قام أبو بكر الصديق رضى الله عنه مُعزّياً المسلمين في المدينة المنورة ومثبّتاً قلوبَ الصحابة فخطب فيهم خطبة بليغة. وقام سهيل أيضاً في مكة المكرمة يحذو حذو أبي بكر، فالقى خطبة شبيهة بخطبة أبي بكر، حتى ان كلمات الخطبتين تواردت على معنى واحد، الى حدٍ ما.
وقال الرسول y لسُراقة: (كيف بك اذا اُلبستَ سوارَيْ كسرى)(4) وفي عهد عمر رضي الله عنه سقطت دولة كسرى وجاءت زينة كسرى وحليه فألبسها عمرُ سراقةَ وقال: (الحمد) الذي سَلَبهما كِسرى والْبَسهما سُراقةَ(5) وصدّق ما أخبر به النبي y .
وقال أيضاً y: (اذا هَلكَ كسرى فلا كسرى بعدَه(1)) فكان الأمر كما أخبر.
وأخبر y رسولَ كسرى: (ان الله سلّط على كسرى ابنَه شهَرَوَيه فقَتَله في وقت كذا..)(2) فلما حقق ذلك الرسول وقتَ مقتل كسرى، ايقنَ ان قتلَه كان في نفس الوقت الذي أخبر عنه y فأسلم بسبب ذلك.
-------------------------------------------------------------------------------------
(3) رواه البيهقي وشيخه الحاكم عن الحسن بن محمد مرسلاً (على القاري 1/ 704) الخفاجي (3/218). واورده الحافظ في الاصابة (3573، 2/93 - 94) وعزاه البيهقي في الدلائل. واخرجه الحاكم (4/282) وسكت عليه هو والذهبي.
(4) رواه البيهقي (علي القاري 1/703) واورده الحافظ في الاصابة برقم (3115).
(5) الشفا (1/ 344) انظر الاصابة ايضاً.
(1) رواه البخاري 2/254، ومسلم (4/2236 - 2237) بدل (اذا هلك) (قد مات) والترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح (تحفة الاحوذي 6/462 - 463) كلهم عن ابي هريرة رضي الله عنه.
(2) صحيح: رواه البيهقي (الخفاجي 3/ 211 علي القاري 1/ 700) وعن دحية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اذهبوا الى صاحبكم فأخبروه ان ربي قد قتل ربَّه الليلة) يعني كسرى رواه ابو نعيم (صحيح الجامع الصغير وزيادته 875 قال المحقق: حديث صحيح) (سلسلة الاحاديث الصحيحة ت 1427).