ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب التاسع عشر | 201
(163-327)

ماتوا ــ وبقيتُ أنا ورجل، فقُتِل مرتداً يومَ اليَمامة)(2). وظهرت حقيقة خبر النبي y.
 وثبت أيضاً (بقضية عُمَير مع صفوان حين سارَّه وشارَطَه على قتل النبي y) مقابل مبلغٍ عظيمٍ من المال (فلما جاء عُمير النبي y قاصداً لقتله، وأطْلَعَه رسول الله y على الأمر والسر ــ ووضع يده على صدره ــ أسلم)(3).
هذا وقد وقع كثيرٌ من أمثال هذه الأنباءات الغيبية الصادقة، وذكرتها كتب الصحاح الستة المعروفة مع أسانيدها. واغلب ما ذكر في هذه الرسالة من الحوادث انما هو في حكم المتواتر المعنوي، وهي قطعية الثبوت ويقينية، وقد نقلها البخاري ومسلم في صحيحَيهما اللذين هما أصح الكتب بعد القرآن الكريم، على ما هو عليه أهل العلم والتحقيق، علماً أنها بُيّنَت في كتب السنن الصحيحة الأخرى كالترمذي والنسائي وابي داود ومستدرك الحاكم ومسند أحمد بن حنبل ودلائل البيهقي مع اسانيدها.
فيا أيها الملحد الغافل! لا تلق الكلام جزافاً فتقول:
ان محمداً y رجل عاقل ذكي! ثم تَدع الامر هكذا وتنصرف، فهذه الاخبار الصادقة التي تمس الامور الغيبية لا تخلو من أمرين اثنين؛ اما انك تقول: ان هذا الرجل له نظرٌ ثاقب وعبقرية واسعة جداً، أي له عينٌ بصيرة ترى الماضي والمستقبل معاً والعالم أجمع، فيعلم بها كل شيء وكل حادث، فاقطار الارض والعالم كله شرقاً وغرباً تحت نظر شهوده، وله من الدهاء العظيم ما يمكنه ان يكشف جميع أمور الماضي والمستقبل.! فهذه الحالة لا يمكن كما ترى ان تكون في بشر قط. واذا ما

----------------------------------------------------------------------------------------

(2) الشفا (1/342).
(3) الشفا (1/342 - 343). واصل الحديث في مجمع الزوائد (8/286 - 287) قال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، وللحديث شواهد اخرى. ففي المجمع ايضاً (8/284 - 286) من حديث محمد من جعفر بن الزبير، قال الهيثمي. رواه الطبراني مرسلاً واسناده جيد. اهـ . وروى عن عروة بن الزبير باسناد حسن مرسل، افاده الهيثمي. وانظر البداية والنهاية (3/313).

لايوجد صوت