ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب التاسع عشر | 202
(163-327)

وقعت في اي فردٍ فهو اذاً خارق للعادة وله موهبة رفيعة منحها له ربُّ العالمين.. وهذا الامر بحد ذاته معجزة عظمى.. أو ينبغي لك أن تؤمن بأن ذلك الشخص الكريم مأمور وتلميذ يتلقى الارشاد والتعليمات ممن يرى كل شئ، وله القدرة بالتصرف في كل شئ في الكون كله والازمان جميعاً، فكل شيء مكتوب في لوحه المحفوظ، يعلّم منه تلميذه ما شاء متى شاء. فثبت اذاً ان محمداً y يتلقى الدرسَ من معلمه الأزلي سبحانه ويبلّغه كذلك.
 وثبت ايضاً انه y حينما بعث خالداً بن الوليد ليحارب اكيدر ـ رئيس دومة الجندل(1) ـ قال له: (انك سَتَجده يَصيد البَقَر)(2) ـ اي البقر الوحشي ـ وأخبره بأنه سيأتي به أسيراً من غير مقاومة منه. وذهب خالد ورآه كما وصفه الرسول الكريمy فأخذه أسيراً وأتى به.
 وثبت أيضاً انه y أعلم (قريشاً بأكل الأرضة ما في صحيفتهم التي تظاهروا بها على بني هاشم وقطعوا بها رحمهم، وانها أبْقَت فيها كل اسمٍ لله، فوجدوها كما قال)(3)، وهي معلقة على الكعبة.
 وثبت أيضاً انه y أخبر عن ظهور الطاعون عند فتح بيت المقدس. ففي عهد عمر انتشر وباء الطاعون انتشاراً فظيعاً بحيث ان عدد الذين توفوا نتيجة الأمراض سبعون الف شخص خلال ثلاثة أيام(4).
 وثبت أيضا انه y أخبر عن وجود البصرة(1) وبغداد(2) قبل ان

-----------------------------------------------------------------------

(1) (دومة الجندل): موضع بين مكة وبرك الغمامة أو بين الحجاز والشام.
(2) الشفا (1/ 344) كما رواه ابن اسحق والبيهقي (الخفاجي 3/218) وفي زاد المعاد تحقيق الارناؤوط (5/538 - 539) قال المحقق: رواه ابن هشام (2/526) وابن كثير (4/30).
(3) الشفا (1/345) رواه البيهقي عن الزهري (الخفاجي 3/ 220) (علي القاري 1/706) (البداية والنهاية 3/ 96 - 97).
(4) وردت احاديث عديدة عن هلاك هذه الامة بالطاعون، انظر البخاري عن ابن عباس وعبد الرحمن بن عوف (7/168) ومسلم عنه (4/ 1740 برقم 2219) ورواه أحمد ومالك (الفتح الرباني للساعاتي 23/ 86).
(1) صحيح: في حديث عن انس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يا أنس! ان الناس يمصرون امصاراً، فان مصراً منها) يقال له: البصرة رواه داود (صحيح الجامع الصغير وزيادته 6/ 268 برقم 7736 قال المحقق: صحيح) وفي المشكاة (برقم 5433): رواه ابو داود عن ابي بكرة قال المحقق: اسناده جيد.

لايوجد صوت