ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب التاسع عشر | 204
(163-327)

 وقال في حق زيد بن صوحان: (يَسبقُهُ عضوٌ الى الجنة، فقُطعت يدهُ في الجهاد)(1) وأصبحت شهيدة، يوم نهاوند، فسبقته الى الجنة.

  

وهكذا فان جميع ما بحثناه من أمور الغيب انما هو نوع واحد فقط من بين عشرة أنواع من معجزاته y، فنحن لم نعرف بعدُ عُشر معشار هذا النوع، وقد بينّا اجمالاً أربعة أنواع من الاخبار الغيبي في الكلمة الخامسة والعشرين الخاصة باعجاز القرآن.
فتأمل الآن في هذا النوع، وضمّه الى الانواع الاربعة الاخرى التي أخبر عنهاy بلسان القرآن، وانظر كيف يشكل برهاناً قاطعاً لامعاً على الرسالة بحيث يذعن مَن لم يختل عقلُه وقلبُه ويصدّق بأن هذا النبي الكريم y انما هو رسول يخبر عن الغيب من لدن خالق كل شئ وعلام الغيوب.

الاشارة البليغة السابعة
نشير الى بضع امثلة من المعجزات النبوية التي تخص بركة الطعام وثبتت بروايات صحيحة قاطعة وبالتواتر المعنوي. ونرى من الأنسب ان نقدّم بين يديها مقدمة.
المقدمة
ان الامثلة التي سترد حول معجزة بركة الطعام كل منها قد روي بطرق متعددة، بل ان قسماً منها روي بستة عشر طريقاً، وقد وقع

----------------------------------------------------------------------------------------------

(1) الشفا (1/ 343) في حديث رواه ابن عدي والبيهقي مسنداً، ولفظ البيهقي عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من سرّه ان ينظر الى رجل تسبقه بعض اجزائه الى الجنة فلينظر الى زيد بن صوحان) وفي اسناده هذيل بن بلال ضعفه البيهقي (علي القاري 1/ 702) (الخفاجي 3/ 214) قال الهيثمي (9/ 398): رواه ابو يعلى وفيه من لم اعرفهم. وعزاه ابن حجر لأبي يعلى في المطالب العالية (4/ 91 برقم 4047) قال المحقق: سكت عليه البوصيري.

لايوجد صوت