ما هو صحيح خالٍ من شائبة الشبهة في صحاحهم، فارشدونا الى الصواب.. جزاهم الله خيراً.
مثال: ان فوران الماء من اصابع الرسول y، وسقيه كثيراً من الناس، حادث متواتر. نقلته جماعة غفيرة لا يمكن تواطؤهم على الكذب بل محال كذبهم. فهذه المعجزة اذاً ثابتة قطعاً، فضلاً عن انها قد تكررت ثلاث مرات امام ثلاث جماعات عظيمة.
فقد روت الحادثة برواية صحيحة جماعة من مشاهير الصحابة، وفي مقدمتهم أنس (خادم الرسول y) وجابر وابن مسعود ونقلها الينا ـ بسلسلة من الطرق ـ ائمةُ الحديث امثال البخاري ومسلم والامام مالك وابن شُعيب وقتادة رضوان الله تعالى عليهم اجمعين.
وسنذكر تسعة امثلة فحسب من المعجزات المتعلقة بالماء.
المثال الاول:
ثبت في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما:(عن انس بن مالك قال رأيت رسول الله y وحانت صلاة العصر فالتمس الناس الوضوء فلم يجدوه).(قال: اُتي النبيُّ y باناء وهو بالزوراء(1)، فوضع يده في الاناء، فجعل الماء ينبع من بين اصابعه، فتوضأ القوم. قال قتادة، قلت لأنس: كم كنتم؟ قال: ثلاثمائة أو زهاء ثلاثمائة)(2).
فأنت ترى ان انساً رضي الله عنه يخبر عن هذه الحادثة بوصفه ممثلاً عن ثلاثمائة رجل. فهل يمكن الاّ يشترك اولئك الثلاثمائة في هذا الخبر معنىً وهل يمكن ألاّ يكذبوه ـ حاشاه ـ إن لم تكن هذه الحادثة قد حدثت فعلاً؟.
المثال الثاني:
ثبت في الصحاح وفي مقدمتها البخاري ومسلم: (عن سالم بن ابي
-------------------------------------------------------------------------------
(1) (الزوراء): مكان مرتفع قريب من المسجد النبوي، وثمة سوقها.
(2) رواه البخاري في الوضوء: باب التماس الوضوء اذا حانت الصلاة، وفي الانبياء: باب علامات النبوة في الاسلام. ومسلم (2279). والحديث وردت بروايات اخرى من نفس الطريق في الموطأ (1/32) والنسائي (1/60) والترمذي (3635 تحقيق أحمد شاكر).