ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب التاسع عشر | 220
(163-327)

الناس) حتى قال في حديث ابن اسحاق (فانخرق من الماء مالَه حِسّ كحس الصواعق. ثم قال: يوشِك يا معاذ إن طالت بك حياةٌ ان ترى ما هاهنا قد ملئ جناناً) وكذلك كان.
المثال الخامس:
 روى البخاري عن البراء، ومسلم عن سلمة بن الاكوع، وعن طرق اخرى في كتب الصحاح الاخرى (كنا يوم الحديبية اربع عشرة مائة، والحديبية بئر، فنزحناها، حتى لم نترك فيها قطرة فجلس النبي y على شفير البئر فدعا بماء فمضمض ومجّ في البئر فمكثنا غير بعيد ثم استسقينا حتى روينا ورَوَت أو صَدَرَت ركائبنا)(3) قال البراء: فأمر y بدلو من مائها، فأتينا بها، فألقى ريقه من فمه المبارك ودعا، ثم بعد ذلك أفرغ الدلو في البئر ففارت وارتفعت ملء فمها فأرووا انفسهم وركابهم.
المثال السادس
 روى ائمة الحديث، امثال مسلم وابن جرير الطبري وغيرهما عن ابي قتادة انه قال: (ان النبي y خرج بهم ممدّاً لأهل مؤتة عندما بلغه قَتْل الامراء)(4) وكانت لديّ مِيضأة. فقال الرسول y: (احفظ على مِيضأتك فانه سيكون لها نبأ) وبعد ذلك أخذ العطش يشتد بنا وكنا اثنين وسبعين ـ وفي رواية الطبري كنا زهاء ثلاثمائة ـ فقال الرسول الكريم y: (ائت ميضأتك. فأتيتُها فأخَذَها ووضع فمه في فمها ولم ادر أتنفسَ فيها أم لا؟ ثم بعد ذلك جاء أثنان وسبعون رجلاً فشربوا منها

-----------------------------------------------------------------------------------------------

(3) حديث البراء رواه البخاري (4/ 234) في الانبياء: باب علامات النبوة، وفي المغازي، وحديث سلمة بن الاكوع رواه البخاري في الشركة: باب الشركة في الطعام والنهد والعروض، وفي الجهاد: باب حمل الزاد في الغزو. ومسلم برقم (1729). ورواه أحمد(الفتح الرباني للساعاتي 22/ 61).
(4) وهم زيد بن حارثة وجعفر بن ابي طالب وعبد الله بن رواحة، وذلك انه صلى الله عليه وسلم أرسل بكتاب الى ملك بُصرى فقتل رسوله في مؤتة، ولم يقتل رسول له قبله، فعقد للسرية لواء دفعه لزيد واوصاهم وقال: ان قتل زيد فأميركم جعفر فان قتل جعفر فأميركم عبد الله بن رواحة.(الخفاجي3/26)ــ المترجم.

لايوجد صوت