وملأوا اوعيتهم ثم بعد ذلك أخذتها ـ أي الميضأة(1) ـ فبقيت مثل ما كان)(2) فتأمل في هذه المعجزة الباهرة وقل:
اللّهم صلّ وسلم عليه وعلى آله بعدد قطرات الماء.
المثال السابع:
روى البخاري ومسلم عن عمران بن حُصين حين اصاب النبي y وأصحابه عطشٌ في بعض اسفارهم (كنا في سفر مع النبي y ... فاشتكى اليه الناس من العطش فنزل... ودعا عليا فقال: اذهبا فابتغيا الماء، فانطلقا فتلقيا أمرأة بين مُزادتين... فجاءا بها الى النبي y ... ودعا النبي y باناء ففرّغ فيه من افواه المزادتين، ونودي في الناس اسقوا فاستقوا... وانه ليُخيّل الينا انها اشدّ ملأة منها حين ابتدأ فيها).
وقال النبي y: (اجمعوا لها فجمعوا لها... حتى جمعوا لها طعاماً فجعلوه في ثوب وحملوها على بعيرها... قال لها: تعلمين ما رُزئنا من مائكِ شيئاً ولكن الله هو الذي أسقانا... الى اخر الحديث)(3).
المثال الثامن:
روى ابن خزيمة حديث (عمر رضي الله عنه في جيش العسرة، وذكر ما اصابهم من العطش حتى ان الرجل لينحُر بعيرَه فيـعـصر فَرْثَه فيشـرَبُه، فرغـب ابو بكر رضي الله عنه الى النبي y في الدعاء. فرفع يديه فلم يُرجعهما حتى قالت(4) السماء فانسكبت فملأوا ما معهم من آنية ولم تجاوز العسكر)(1).
------------------------------------------------------------------------------------
(1) (الميضأة): آلة الوضوء.
(2) رواه مسلم 681 ومن نفس الطريق رواه أبو داود (437 - 441) بلفظ مقارب.
(3) رواه البخاري في التيمم باب الصعيد الطيب، وضوء المسلم يكفيه من الماء.وباب التيمم ضربة، وفي الانبياء: باب علامات النبوة، ومسلم (682).
(4) (قالت): غيّمت - (رديفه): راكب خلفه. (ذي المجاز): سوق عند عرفة.
(1) اورده الهيثمي في المجمع (6/ 194) عن ابن عباس وقال: رواه البزار والطبراني في الاوسط ورجال البزار ثقات. وزاد في كنز العمال (12/ 353) نسبته الى ابن جرير وجعفر الغريابي في دلائل النبوة وابن خزيمة وابن حبان والحاكم والبيهقي في السنن وشعب الايمان فالحديث صحيح او حسن.