فهذه معجزة احمدية محضة لا دخل للمصادفة فيها قط.
المثال التاسع:
عن عمرو بن شعيب (حفيد عبد الله بن عمرو بن العاص ) الذي وثّقه الائمة الاربعة من اصحاب السنن في تخريجه الاحاديث: (أن ابا طالب قال للنبي y وهو رَديفُه بذي المجاز: عطشتُ وليس عندي ماء. فنزل النبي y وضرب بقدمه الارض فخرج الماء، فقال اشرب)(2).
قال احد العلماء المحققين: هذه الحادثة كانـت قبـل النبوة لذا فهي من الارهاصات. وتفجر عينُ عرَفَه بعد مضي الف سنة يُعدّ من الاكرامات الإلـهية للرسول الكريم y.
وهكذا فالمعجزات المتعلقة بالماء، وان لم تبلغ تسعين مثالاً من امثال هذه التسعة الاّ انها رويت بتسعين وجهاً.
والامثلة السبعة الاولى قوية، وقطعية، كالتواتر المعنوي. اما المثالان الاخيران ــ وان لم تكن طرقهما قوية ومتعددة ورواتهما كثيرة الاّ ان اصحاب الحديث كالامام البيهقي والحاكم رووا عن عمر رضي الله عنه معجزة ثانية حول السحاب تأييداً للمعجزة في المثال الثامن التي رواها سيدنا عمر. والرواية هي أنه: (اصاب الناس في بعض مغازيه y عطش فسأله عمر الدعاء، فدعا، فجاءت سحابة فسقتهم حاجتهم ثم اقلعت)(3) وكأن السحاب كان مأموراً لأن يروى الجيش وحده ـ حيث امطر حسب الحاجة ــ فكما تؤيد هذه الحادثة المثال الثامن وتقويّه، وتبينه رواية ثابتة قاطعة. فان ابن الجوزي ــ الذي يتشدد ويرّد حتى بعض الاحاديث الصحيحة ويجعلها في عداد الموضوعات ــ يقول: ان هذه الحادثة وقعت في غزوة بدر ونزلت في حقها الآية الكريمة: ﴿ويُنزِّلُ عَليكُم مِن السّماء ماء لِيُطَهّركُم بِه﴾(الانفال: 11).
-----------------------------------------------------------------------------------------
(2) في حديث رواه ابن سعد عن اسحق بن الازرق (الخفاجي 3/ 29) (الشفا 1/ 290).
(3) ورواه البيهقي والحاكم وصححه (الخفاجي 3/ 128).