فمالت الشجرة عن يمينها وشمالها وبين يديها وخلفها، فتقطعت عروقُها، ثم جاءت تَخدّ الارض تَجرُّ عروقها(4) مُغيّرة حتى وقفت بين يدي رسول الله y. فقالت: السلام عليك يا رسول الله قال الاعرابي: مُرها فلترجع الى منبتها، فَرَجَعَت فدلّت عروقها فاستوت. فقال الاعرابي: ائذن لي أسجُد لك. قال: لو امرتُ احداً أن يسجُدَ لأحدٍ لأمرتُ المرأةَ أن تسجدَ لزوجها، قال: فأذنْ لي أن أقبِّلَ يديك ورجليك، فأذن له)(5).
المثال الثالث:
روى مسلم واصحاب الكتب الصحاح الاخرى عن جابر رضي الله عنه: أنه قال: كنا في سفر مع رسول الله y، (ذهب رسول الله يقضي حاجته، فلم يَرَ شيئاً يستتر به، فاذا بشجرتين بشاطئ الوادي، فانطلق رسولُ الله y الى احداهما، فأخذ بغصنٍ من اغصانها، فقال: انقادي عليّ بأذن الله فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي يصانع قائده، وذكر انه فعل بالاخرى مثل ذلك حتى اذا كان بالمنصف(1) بينهما، قال: التئما عليّ باذن الله. فالتأمتا)(2) فجلس خلفها، وبعد ان قضى حاجته، أمر أن يعود كل منهما الى مكانها.
(وفي رواية أخرى، فقال: يا جابر! قل لهذه الشجرة: يقول لك رسول الله إلحقي بصاحبتك حتى أجلس خلفكما. فزحفت حتى لحقت بصاحبتها. فجلس خلفهما، فخرجتُ أحضر، وجلستُ احدّث نفسي، فالتفتُّ فإذا رسول اللهy مقبلاً، والشجرتان قد أفترقتا، فقامت كل واحدة منهما على ساق، فوقف رسول اللهy وقفةً فقال برأسه هكذا
--------------------------------------------------------------------------------------
(4) (دلت عروقها): ادخلتها الارض. (المخشوش): البعير يجعل في انفه عود عليه حبل لينقاد.
(5) الشفا (1/299). اورده الهيثمي في المجمع (9/10) وليس فيه ذكر السجود، وقال: رواه البزار وفيه صالح بن حيان وهو ضعيف. وقال الخفاجي: رواه البزار مسنداً (3/49).
(1) (المنصف): نصف الطريق. (أحضر): اسرع في العدو.
(2) جزء من حديث طويل رواه مسلم (3006 - 3014) في الزهد: باب حديث جابر الطويل وقصة ابي اليسر.