ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب التاسع عشر | 224
(163-327)

 روى ابن ماجة والدارمي والبيهقي عن انس بن مالك وعلي، وروى البزار والبيهقي عن عمر، ان ثلاثة من الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين قالوا: كان الرسول الاكرم y قد حزن حزناً شديداً من تكذيب الكفار له (قال: اللّهم! أرني آية لا أبالي من كذّبني بعدها). وفي رواية أنس (ان جبريل عليه السلام قال للنبي y ورآه حزيناً: أتحب ان أريك آية. قال: نعم! فنظر رسول الله y الى شجرةٍ من وراء الوادي، فقال: أدعُ تلك الشجرة، فجاءت تمشي حتى قامت بين يديه، قال: مُرها فلترجع، فعادت الى مكانها)(1).
المثال الثاني:
 روى القاضي عياض ـ علاّمة المغرب ـ في كتابه (الشفاء) بسند عال صحيح عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال:
(كنا مع رسول الله y في سفر، فدنا منه اعرابي، فقال: يا اعرابي: اين تريد؟ قال: الى اهلي. قال: هل لك الى خير؟ قال: وما هو؟ قال: تشهد ان لا إله الاّ الله وحده لا شريك له وان محمداً عبدهُ ورسوله. قال: مَن يشهد لك على ما تقول؟ قال: هذه الشجرةُ السَّمُرة(2)، وهي بشاطيء الوادي، فاقبلت تخدّ الارض، حتى قامت بين يديه، فاستشهدها ثلاثاً فَشهِدت أنه كما قال. ثم رجعت الى مكانها)(3).
وعن بُريْدَة عن طريق ابن صاحب الاسلمي بنقل صحيح: (سأل اعرابي النبي y آية، فقال له: قل لتلك الشجرة، رسول الله يدعوك. قال:

-----------------------------------------------------------------------------------

(1) حسـن : الشفا (1/ 302) اورده الهـيثمي في المجـمــع (9/ 10) وقـال: رواه البزار وابو يعـلى واسـناد ابي يعلى حسن. وفي كنز العمال (2/ 354) زاد نسبته الى البيهقي في الدلائل وحسن اسناده.
(2) (السَمُرة): شجرة عظيمة ذات شوكة من الطلح ــ( تخد)ّ: تشق. - (مغيّرة): مسرعة.
(3) صحيح: الشفا (1/ 298). وفي مجمع الزوائد (8/ 292) قال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، ورواه ابو يعلى والبزار. واورده ابن كثير في البداية (6/ 125) وعزاه للحاكم . وقال الحافظ: وهذا اسناد جيد ولم يخرجوه ولا رواه أحمد. وذكره الحافظ ابن حجر في المطالب (4/ 16 رقم 3836) قال المحقق: قال البوصيري: رواه ابو يعلى بسند صحيح والبزار والطبراني وابن حبان في صحيحه. وعزاه في المشكاة (5925) الى الدارمي في سننه، وصححه المحقق.

لايوجد صوت