يميناً وشمالاً)(3).
المثال الرابع:
روى اسامة بن زيد ـ احد قواد رسول اللهy وخادمه الايمن ـ : كنا في سفر مع رسول اللهy، ولم يكن لقضاء الحاجة مكان خالٍ يستر عن أعين الناس، فقال: (هل ترى من نخلٍ أو حجارة؟ قلت: أرى نخلات متقاربات، قال: انطلق وقل لهُن إن رسول الله y يأمركن أن تأتين لمخرج(4) رسول اللهy وقل للحجارة مثل ذلك. فقلت ذلك لهن، فوالذي بعثُه بالحق لقد رأيتُ النخلات يتقاربن حتى اجتمعن والحجارة يتعاقدن حتى صرن ركاماً خلفهن، فلما قضى حاجته، قال لي: قل لهن يفترقن، فوالذي نفسي بيده لرأيتهن والحجارةُ يفترقن حتى عُدن الى مواضعهن)(5).
وقد روى هاتين الحادثتين اللتين رواهما جابر واسامة كل من يعلى بن مرة، وغيلان بن سلمة الثقفي، وابن مسعود في غزوة حنين.
المثال الخامس:
ذكر علامة عصره الامام ابن فورك ـ الذي كان يسمى بالشافعي الثاني كناية عن اجتهاده الكامل وفضله ـ:(انه y سار في غزوة الطائف ليلاً وهو وَسِنٌ، فاعتَرضهُ سدرةٌ(1)، فانفرجت له نصفين حتى جاز بينهما، وبقيت على ساقين الى وقتنا)(2).
------------------------------------------------------------------------------
(3) الشفا (1/ 299) من غير طريق مسلم (الخفاجي 3/ 51).
(4) (مخرج): مكان خرج اليه لقضاء حاجته فيه - (ركاماً): بعضها فوق بعض. (الوسن): قريب من النعاس.
(5) حسن: الشفا (1/ 300)، وذكره الحافظ في المطالب (4/ 8 - 10 رقم 3830) قال الحافظ (لأبي يعلى) : اسناده حسن وفيه ضعف ولكن له شاهد من طريق يعلى عند أحمد، قال المحقق: في المسندة (هذا اسناده حسن، معاوية بن يحيى الصدفي ضعيف، ولكن لحديثه شاهد من طريق يعلى بن مرة، اخرجه احمد وغيره) وقال البوصيري: رواه ابو يعلى باسناد حسن وتقدم وله شواهد في الباب.
قلت: وحديث يعلى بن مرة اورده الهيثمي في المجمع (9/ 5ــ 6) وقال: رواه احمد باسنادين والطبراني بنحوه واحد اسنادي احمد رجاله رجال الصحيح.
(1) (سدرة): من اسماء الاشجار.
(2) الشفا (1/ 301) الخفاجي (3/ 57).