ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المبحث الثالث | 466
(460-469)

ثالثاً: ان قياس الاسلام بالنصرانية، قياس مع الفارق، وهو قياس خطأ محض. لان اوروبا عندما كانت متمسكة بل متعصبة لدينها، لم تكن متحضرة، وعندما تركت التعصب والالتزام بدينها تحضرت.
ولقد أثار التعصب الديني لدى اوروبا نزاعات داخلية دامت ثلاثمائة سنة، وكان الحكام المستبدون يتخذون الدين وسيلة في سحق العوام وفقراء الناس واهل الفكر والعلم منهم، حتى تولد لدى عامة الناس نوع من السخط على الدين.
اما في الاسلام ـ والتاريخ شاهد ـ فلم يصبح الدين سبباً للنزاع الداخلي الاّ مرة واحدة فقط، وقد ترقى المسلمون ـ بالنسبة لذلك الوقت ـ رقياً عظيماً ما ملكوا الدين واعتصموا به. والشاهد على هذا ؛ الدولة الاسلامية في الاندلس التي غدت استاذة عظيمة لأوروبا. ولكن متى ما اهمل المسلمون دينهم تخلّفوا وتردّوا.
ثم ان الاسلام حامي الفقراء والعوام من الناس، وذلك بوجوب الزكاة وحرمة الربا، وامثالهما من ألوف المسائل التي ترأف بحال العوام.
ثم ان الاسلام يحمي اهل العلم، ويستشهد العقل والعلم ويوقظهما في النفوس بمثل هذه الآيات الكريمة: [..أفلا يتدبرون..أفلا يتفكرون..أفلا يعقلون].
لذا كان الاسلام دوماً قلعة الفقراء وحصن العلماء وملجأهم. فلا داعي في الاسلام قطعاً لمثل هذه المجافاة. 
-----------------------------------------------------------------
(2) لويد جورج (1863ـ 1945): سياسي بريطاني حر المذهب، ولد من اسرة فقيرة بمقاطعة ويلز. عرف في اوائل حياته كراهيته للاستعمار. لمع اسمه ببلاغته الخطابية، شغل عدة مناصب وزارية، وظل عضواً بمجلس العموم حتى قبيل وفاته. ـ المترجم.
(3) فينزيلوس (1864ـ 1936): سياسي يوناني، من رجال الدولة المشهورين. لعب دوراً بارزاً في ثورة كريت (1896ــ 1897) ضد الدولة العثمانية. ألف الوزارة اليونانية 1910 نظم عدة فتن مسلحة ضد الحكومة الملكية، ولكنها قمعت، وفر فينزيلوس الى فرنسا، حيث توفي العام التالي.ـ المترجم.

لايوجد صوت