ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | خاتمـة | 548
(547-551)

ألفناها، الى حدٍ لاتدع شبهة من انها نُظــّمت قصداً وأعطيت لها وضعاً موازياً. والدليل على ان القصد والارادة ليسا منا، هو اطلاعنا على تلك التوافقات بعد حوالي أربع سنوات، أي ان هذا القصد والارادة كانت غيبية وأثراً من آثار العناية الالهية، فأُعطيت تلكما الكلمتان ذلك الوضع الغريب تأييداً محضاً لمعجزات الرسول الكريم y والاعجاز القرآني. واصبحت ببركة هاتين الكلمتين (التوافقات) ختم تصديقٍ لرسالتي (المعجزات الاحمدية) و (المعجزات القرآنية).
بل نالت أكثر الكلمات المتشابهة من أمثالهما توافقات ايضاً ولكن في صفحات محدودة، بينما أظهرت هاتان الكلمتان توافقات في معظم صفحات الرسائل عامة، وفي جميع صفحات تلكما الرسالتين.
وقد كررنا القول : ان أصل هذا التوافق يمكن ان يوجد بكثرة في الكتب الاخرى، ولكن ليست بهذه الدرجة من الغرابة الدالة على القصد والارادة السامية العالية.
وبعد، فعلى الرغم من ان دعوانا هذه لايمكن نقضها، إلاّ أن فيها جهة او جهتين ربما تتراءى للنظر الظاهري كأنها باطلة. منها:
انه يمكن ان يقولوا: انكم تنظمون هذا التوافق بعد تفكر وانعام نظر، والقيام بمثل هذا العمل بقصد وارادة سهل ويسير!
نقول جواباً عن هذا :
ان شاهدين صادقين في دعوى ما، كافيان لإثباتها، ففي دعوانا هذه يمكننا ان نبرز مائة شاهد صادق على اننا قد اطلعنا على التوافق بعد حوالي أربع سنوات، من غير ان يتعلق به قصدنا وارادتنا.
ولهذه المناسبة أوضح نقطة، هي:
ان هذه الكرامة الاعجازية ليست من نوع درجة الاعجاز القرآني من حيث البلاغة. لأن؛ البشر في الاعجاز القرآني البلاغي يعجز كلياً عن ان يبلغ درجة بلاغة القرآن بسلوكه طريق البلاغة.
اما هذه الكرامة الاعجازية، فانها لايمكن ان تحصل بقدرة البشر

لايوجد صوت