فالقدرة لاتتدخل فيها(1).
النكتة الثالثة:
نشير الى سر دقيق من اسرار الربوبية والرحمانية لمناسبة البحث عن الاشارة الخاصة والاشارة العامة.
ان لأحد اخواني قولاً جميلاً، سأجعله موضوع هذه المسألة، وذلك:
انه عندما عرضتُ عليه يوماً توافقاً جميلاً قال: انه جميل، اذ كل حقيقة جميلة، إلاّ أن الأجمل منها التوفيق والتوافقات الموجودة في هذه (الكلمات).
فقلت: (نعم! ان كل شئ جميل، ولكن اما انه جميل حقيقةً اي بالذات او جميل باعتبار نتائجه. وان هذا الجمال متوجّه الى الربوبية العامة، والرحمة الشاملة والتجلي العام. وان الاشارة الغيبية في هذا التوفيق هي أجمل، كما قلتَ.. لأنها تنم عن رحمة خاصة وربوبية خاصة وتجلٍ خاص).
وسنقرب هذا الى الفهم بتمثيل، وذلك:
ان السلطان يشمل برعايته وبرحمته جميع أفراد الامة، وذلك بقوانينه ودولته، فكل فرد ينال مباشرةً لطفه وكرمه ويستظل بظل دولته. اي هناك علاقات خاصة للافراد ضمن هذه الصورة العامة.
اما الجهة الثانية (من رعايته ورحمته) فهي آلاؤه الخصوصية، وأوامره الخاصة التي هي فوق جميع القوانين، ولكل فرد من رعاياه حصة من هذه الآلاء.
------------------
(1) في الاشارة الثامنة عشرة من المكتوب التاسع عشر في نسخة واحدة لدى احد المستنسخين، توافقت تسع كلمات من كلمات (القرآن الكريم) فاوصلنا بينها خطوطاً وظهر لفظ (محمد) من المجموع. وعندما قمنا بالعمل نفسه في الصفحة المقابلة التي توافقت فيها ثماني كلمات من كلمات (القرآن الكريم) ظهر لفظ الجلالة (الله) من المجموع. ففي التوافقات امثال هذا المثال البديع الكثير.
وقد شاهدنا بابصارنا واقع هذا الهامش. [بكر، توفيق، سليمان، غالب، سعيد