ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب الأول | 2
(1-12)

من القيود.
الطبقة الثانية من الحياة: هي طبقة حياة سيدنا الخضر وسيدنا إلياس عليهما السلام والتي فيها شئ من التحرر من القيود، اي يمكنهما ان يكونا في اماكن كثيرة في وقت واحد، وان يأكلا ويشربا متى شاءا. فهما ليسا مضطرين ومقيدين بضرورات الحياة البشرية دائماً مثلنا. ويروي اهل الكشف والشهود من الاولياء بالتواتر حوادث واقعة عن هذه الطبقة. فهذه الروايات تثبت وجود هذه الطبقة من الحياة وتنورها، حتى ان في مقامات الولاية مقاماً يُعبّر عنه بـ (مقام الخضر). فالولي الذي يبلغ هذا المقام يجالس الخضر عليه السلام ويتلقى عنه الدرس، ولكن يُظن احياناً خطأً أن صاحب هذا المقام هو الخضر بعينه.
الطبقة الثالثة من الحياة: هي طبقة حياة سيدنا ادريس وسيدنا عيسى عليهما السلام. هذه الطبقة تكتسب لطافة نورانية بالتجرد من ضرورات الحياة البشرية والدخول في حياة شبيهة بحياة الملائكة، فهما يوجدان في السموات بجسميهما الدنيويين - الذي هو بلطافة بدن مثالي ونورانية جسد نجمي - والحديث الشريف الوارد أن سيدنا عيسى عليه السلام ينـزل في آخر الزمان ويحكم بالشريعة المحمدية(1) حكمته هي الآتي:
انه ازاء ما تجريه الفلسفة الطبيعية من تيار الالحاد وانكار الالوهية في آخر الزمان، تتصفى العيسوية وتتجرد من الخرافات.

(1) هذا معنى احاديث كثيرة في الباب، نذكر منها:
عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله y: (والذي نفسي بيده، ليُوشِكَنَّ أن ينـزل فيكم ابنُ مريم حَكَماً عدلاً فيكسر الصليبَ ويقتل الخنزيرَ ويضع الحربَ ويفيضَ المالُ، حتى لا يقبله أحد، حتى تكونَ السَجدةُ الواحدة خيراً من الدنيا وما فيها) ثم يقول ابو هريرة (اقرأوا إن شئتم ﴿وان من اهل الكتاب إلاّ ليؤمنن به قبل موته، ويوم القيامة يكون عليهم شهيداً﴾ (النساء: 159) ). رواه البخاري ومسلم. ــ المترجم.

لايوجد صوت