ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب الأول | 4
(1-12)

كان ابن اختي (عبيد) أحد طلابي، قد استشهد بقربي بدلاً عنى، في الحرب العالمية الاولى. فرأيت في المنام رؤيا صادقة عندي: انني قد دخلت قبره الشبيه بمنزل تحت الارض، رغم اني في الاسر على بعد مسيرة ثلاثة اشهر منه، واجهل مكان دفنه. ورأيته في طبقة حياة الشهداء. وقد كان يعتقد انني ميت، وذكر أنه قد بكى عليّ كثيراً، ويعتقد انه ما زال على قيد الحياة، الاّ انه قد بنى له منزلاً جميلاً تحت الارض حذراً من استيلاء الروس.
فهذه الرؤيا الجزئية - مع بعض الشروط والأمارات - اعطتني قناعة تامة - بدرجة الشهود - للحقيقة المذكورة.
الطبقة الخامسة من الحياة:هي الحياة الروحانية لأهل القبور.
نعم! الموت هو تبديل مكان واطلاق روح وتسريح من الوظيفة، وليس اعداماً ولا عدماً ولا فناءً. فتمثُّل ارواح الاولياء، وظهورهم لأصحاب الكشف، بحوادث لا تعد، وعلاقات سائر اهل القبور بنا، في اليقظة والمنام، واخبارهم ايانا اخباراً مطابقة للواقع.. وامثالها من الادلة الكثيرة، تنوّر هذه الطبقة وتثبتها.
ولقد اثبتت (الكلمة التاسعة والعشرون) الخاصة ببقاء الروح بدلائل قاطعة طبقة الحياة هذه اثباتاً تاماً.
 السؤال الثاني:
ان الآية الكريمة: ﴿الذي خَلَقَ الموت والحياةَ ليبلوَكُم ايّكُم أحْسَنُ عَمَلاً﴾ (الملك:2) وامثالها في القران الحكيم، تعد الموت مخلوقاً كالحياة، وتعتبره نعمة إلهية. ولكن الملاحظ ان الموت انحلال وعدم وتفسخ، وانطفاء لنور الحياة، وهادم اللذات... فكيف يكون (مخلوقاً) وكيف يكون (نعمة)؟
الجواب: لقد ذكرنا في ختام الجواب عن السؤال الأول: ان الموت في حقيقته تسريح وانهاء لوظيفة الحياة الدنيا، وهو تبديل مكان وتحويل وجود، وهو دعوة الى الحياة الباقية الخالدة ومقدمة لها؛ اذ

لايوجد صوت