ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب الأول | 6
(1-12)

ثانيها: انه خروج من قضبان سجن الدنيا المظلم الضيق المضطرب، ودخول في رعاية المحبوب الباقي وفي كنف رحمته الواسعة، وهو تنعم بحياة فسيحة خالدة مستنيرة لا يزعجها خوف، ولا يكدرها حزن ولا همّ.
ثالثها: ان الشيخوخة وامثالها من الاسباب الداعية لجعل الحياة صعبة ومرهقة، تبيّن مدى كون الموت نعمة تفوق نعمة الحياة. فلو تصورت ان اجدادك مع ما هم عليه من احوال مؤلمة قابعون امامك حالياً مع والديك اللذين بلغا ارذل العمر، لفهمت مدى كون الحياة نقمة، والموت نعمة. بل يمكن ادراك مدى الرحمة في الموت ومدى الصعوبة في ادامة الحياة ايضاً بالتأمل في تلك الحشرات الجميلة العاشقة للازاهير اللطيفة، عند اشتداد وطأة البرد القارس في الشتاء عليها.
رابعها: كما ان النوم راحة للانسان ورحمة، ولا سيما للمبتلين والمرضى والجرحى، كذلك الموت - الذي هو اخو النوم - رحمة ونعمة عظمى للمبتلين ببلايا يائسة قد تدفعهم الى الانتحار.
اما اهل الضلال، فالموت لهم كالحياة نقمة عظمى وعذاب في عذاب، كما اثبتنا ذلك في (كلمات) متعددة اثباتاً قاطعاً وذلك خارج بحثنا هذا.
السؤال الثالث: اين جهنم؟
الجواب: لا يعلم الغيب الاّ الله، قال تعالى: ﴿قل إنما العِلْمُ عندَ الله﴾(الملك: 26) وقد جاء في بعض الروايات: ان جهنم تحت الارض(1). فالكرة الارضية بحركتها السنوية، تخط دائرة حول ميدان سيكون محشراً في المستقبل، كما بينا هذا في مواضع اخرى.
أما جهنم تحت الارض، فيعني: تحت مدارها السنوي، وان سبب

(1) المستدرك: 4/568 وانظر كشف الخفاء: 1/ 281.

لايوجد صوت