ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب الأول | 9
(1-12)

اليها النار والحرارة من جهنم، ويرسل اليها من الجنة - التي هي عالم النور - نوراً وضياءً. وفي الوقت نفسه يجعل من جهنم مسكناً لأهل العذاب وسجناً لهم.
وكذا ان الفاطر الحكيم الذي يضم شجرة عظيمة هائلة كالجبل في بذيرة صغيرة كالخردل، لا يستبعد عن قدرته وعن حكمته أن يحفظ جهنم الكبرى في بذرة جهنم الصغرى المستقرة في قلب الكرة الارضية.
نحصل من هذا:
ان الجنة وجهنم ثمرتان من غصن شجرة الخلق، قد تدلتا الى الأبد، وموضع الثمرة في منتهى الغصن.
وانهما نتيجتان لسلسلة الكائنات هذه، ومحل النتائج يكون في طرفي السلسلة، السفلية منها والثقيلة في الاسفل، والعلوية النورانية منها في الاعلى.
وانهما مخزنان لسيل الشؤون الإلهية والمحاصيل الارضية المعنوية، ومكان المخزن يكون حسب نوع المحاصيل، الفاسدة منها في اسفله، والجيدة في اعلاه.
وانهما حوضان للموجودات السيالة المتموجة والجارية نحو الابد. ومحل الحوض يكون في موضع سكون السيل وتجمعه. بمعنى أن خبثه وقذارته في الاسفل، طيباته ونقيّاته في الاعلى.
وأنهما موضعان لتجلي اللطف والقهر والرحمة والعظمة، وموضع التجلي يكون في اي موضع كان. ويفتح الرحمن الجميل والقهار الجليل موضع تجليه اينما شاء.
أما وجود الجنة وجهنم، فقد اثبت اثباتاً قاطعاً في (الكلمة العاشرة والكلمة الثامنة والعشرين والكلمة التاسعة والعشرين) الاّ اننا نقول هنا:
ان وجود الثمرة قطعي ويقين كقطعية ويقين وجود الغصن.. ووجود النتيجة يقين كيقين وجود السلسلة.. ووجود المخزن يقين كيقين وجود المحاصيل.. ووجود الحوض يقين كيقين وجود النهر..

لايوجد صوت