ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب الأول | 7
(1-12)

عدم رؤيتها والاحساس بها هو لكونها ناراً بلا نور ومستورة بحجاب. ولا جرم ان في مدار جولان الارض، تلك المسافة المهولة، كثيراً جداً من المخلوقات، وهي لا تُشاهد، لفقدها النور، فكما أن القمر كلما سُحب نوره يفقد وجوده، كذلك ان كثيراً جداً من المخلوقات والاجرام لكونها معتمة لا نراها رغم انها أمام ابصارنا.
وجهنم اثنتان:
احداهما جهنم صغرى، والاخرى جهنم كبرى.
والصغرى بمثابة نواة الكبرى، اذ ستنقلب اليها في المستقبل وستكون منزلاً من منازلها.
ومعنى ان جهنم الصغرى تحت الارض، انها في مركزها، لأن تحت الكرة مركزها. ومن المعلوم في علم طبقات الارض ان الحرارة تتزايد درجة واحدة - على الاغلب - كلما حفر في الارض ثلاث وثلاثون متراً. بمعنى ان درجة الحرارة تبلغ في مركز الارض مائتى الف درجة، لان نصف قطر الارض اكثر من ستة الاف كيلو متر، اي ناره أشد من نار الدنيا بمائتي درجة، وهذا يوافق ما ورد في الحديث الشريف(1).
وقد أدت جهنم الصغرى هذه وظائف كثيرة جداً تخص جهنم الكبرى في هذه الدنيا وفي عالم البرزخ، كما اشارت اليها الاحاديث الشريفة.
أما في عالم الآخرة فستفرغ الارض أهلها وتلقي بهم في ميدان الحشر الذي هو في مدارها السنوي، كما تُسلّم ما في جوفها من جهنم صغرى الى جهنم كبرى بأمر الله جل جلاله. أما قول عدد من ائمة المعتزلة: ان جهنم سوف تخلق فيما بعد، فهو خطأ وغباء في الوقت نفسه، ناشئ من عدم انبساطها انبساطاً تاماً في الوقت الحاضر وعدم

(1) انظر الى الأحاديث الواردة في بيان حرارة جهنم الى : الترمذي: جهنم، 7 والمسند: 2/313

لايوجد صوت