ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب الأول | 10
(1-12)

ووجود موضع التجلي يقين كيقين وجود الرحمة والقهر.
 السؤال الرابع:
العشق المجازي للمحبوبات يمكن ان ينقلب الى عشق حقيقي، فهل يمكن أن ينقلب العشق المجازي للدنيا الذي يحمله اكثر الناس الى العشق الحقيقي؟
الجواب: نعم، اذا شاهد ذلك العاشق المجازي لوجه الدنيا الفاني، قبحَ الزوال ودمامة الفناء على ذلك الوجه. فاعرض عنه، وبحث وتحرى عن محبوب باق لا يزول. ووفقه الله للنظر الى وجَهي الدنيا الجميلين - وهما مرآة الاسماء الحسنى ومزرعة الآخرة - انقلب حينئذٍ العشق المجازي غير المشروع الى عشق حقيقي. ولكن بشرط الاّ يلتبس عليه، دنياه الزائلة غير المستقرة المرتبطة بحياته، بالدنيا الخارجية؛ اذ لو نسي نفسه نسيان اهل الضلالة والغفلة وخاض في غمار آفاق الدنيا وظن دنياه الخاصة كالدنيا العمومية، فعشقها، فانه يقع في مستنقع الطبيعة ويغرق. الاّ من أنجته يد العناية نجاة خارقة للعادة.
فتأمل في التمثيل الآتي الذي ينور لك هذه الحقيقة:
هب اننا نحن الاربعة دخلنا في غرفة، على جدرانها الاربعة مرايا كبيرة كبر الحائط. فعندئذٍ تصبح تلك الغرفة الجميلة خمس غرف. احداها حقيقية وعمومية، والاربعة الاخرى مثالية وخصوصية. وكل منا يستطيع ان يبدّل شكل غرفته الخاصة وهيئتها ولونها بوساطة مرآته. فلو صبغناها باللون الأحمر فانها تُري الغرفة حمراء ولو صبغناها باللون الأخضر فانها تريها خضراء.. هكذا، يمكننا ان نعطي للغرفة اوضاعاً متنوعة بالتغيير في المرآة والتصرف فيها، بل نستطيع وضعها في اوضاع جميلة أو قبيحة، أو اي شكل نرغب فيه، ولكننا لا نستطيع ان نغيّر ونبدل الغرفة العمومية الخارجة عن المرآة بسهولة ويسر. فأحكام الغرفتين الخصوصية والعمومية مختلفتان، وان كانتا واحدة متحدة في الحقيقة. فأنت بتحريك أصبع يمكنك تخريب غرفتك، بينما لا يمكنك تحريك حجر

لايوجد صوت