ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب الأول | 3
(1-12)

وفي أثناء انقلابها الى الاسلام، يجرّد شخص العيسوية المعنوي سيف الوحي السماوي ويقتل شخص الالحاد المعنوي، كما ان عيسى عليه السلام الذي يمثل الشخص المعنوي للعيسوية يقتل الدجالَ الممثل للالحاد في العالم. بمعنى انه يقتل مفهوم انكار الالوهية.
الطبقة الرابعة من الحياة: هي حياة الشهداء، الثابتة بنص القرآن الكريم، أن لهم طبقة حياة أعلى وأسمى من حياة الأموات في القبور. نعم! ان الشهداء الذين ضحوا بحياتهم الدنيوية في سبيل الحق، ينعم عليهم سبحانه وتعالى بكمال كرمه حياة شبيهة بالحياة الدنيوية في عالم البرزخ، الاّ انها بلا آلام ولا متاعب ولا هموم؛ حيث لا يعلمون أنهم قد ماتوا، بل يعلمون أنهم قد ارتحلوا الى عالم افضل، لذا يستمتعون متعة تامة ويتنعمون بسعادة كاملة، اذ لا يشعرون بما في الموت من ألم الفراق من الأحبة، كما هو لدى الاموات الآخرين الذين يعلمون انهم قد ماتوا، رغم ان ارواحهم باقية. لذا فاللذة والسعادة التي يستمتعون بها في عالم البرزخ قاصرة عن اللذة التي يتمتع بها الشهداء. وهذا نظير المثال الآتي:
شخصان رأيا في المنام انهما قد دخلا قصراً جميلاً كالجنة. أحدهما يعلم أن ما يراه هو رؤيا. فاللذة التي يحصل عليها تكون ناقصة جداً، اذ يقول في نفسه: ستزول هذه اللذة بمجرد انتباهي من النوم. أما الآخر فلا يعتقد انه في رؤيا لذا ينال لذة حقيقية ويسعد سعادة حقيقية.
وهكذا يتميز كسب الشهداء من حياتهم البرزخية عن كسب الاموات منها.
ان نيل الشهداء هذا النمط من الحياة واعتقادهم أنهم أحياء ثابت بوقائع وروايات غير محدودة. حتى ان إجارة سيدنا حمزة رضى الله عنه، سيد الشهداء، لمن استجاره ولجأ اليه وقضاءه لحوائجهم الدنيوية، وحمل الآخرين لقضائها، وامثالها من حوادث واقعة كثيرة، نوّرت هذه الطبقة من الحياة واثبتتها. حتى انني شخصياً وقعت لي هذه الحادثة:

لايوجد صوت