ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب الثالث | 18
(17-22)

مثيلتها، وتـُظهران معاً آية باهرة في الجمال.. وقد تدخل احداها بين صغيرات النجوم فتقودها قيادة الكبيرة للصغيرات.. ولا سيما نجم الزُهـَرة اللامعة في الأفق، بعد الغروب في هذا الموسم خاصة ومثيلتها تسطع قبل الفجر.. فياله من جمال زاهر يضفيانه على الافق!.
ثم بعد انها كل نجم وظيفته، واشرافه على الاُخريات، وايفاء خدماته كالمكوك في نسج نقوش الصنعة البديعة، يرجع الى دائرة سلطانه المهيبة، الشمس، فيتسربل بالنور، ويتستر، ويختفي عن الانظار.
فهذه السيارات التي عبـّر عنها القرآن الكريم بـ(الخنـّس) (الكنـّس) يجريها سبحانه وتعالى مع ارضنا هذه جريان سفينة تمخر عباب الكون، ويسيـّرها طيران الطير في فضاء العالم، ويسيح بها سياحة طويلة، في انتظام كامل.دالاً بها على عظمة ربوبيته وابـّهة الوهيته جل جلاله، كالشمس في وضع النهار.
فيا لأبـّهة مليك مقتدر، من بين سفائنه وطائراته ما هو اكبر جسامة من الارض ألف مرة، وتقطع مسافة ثماني ساعات في ثانية واحدة! قس بنفسك مدى السعادة السامية، ومدى الشرف العظيم في العبودية لهذا المليك الجليل، والانتساب اليه بالايمان، والضيافة على مائدة اكرامه وافضاله.
ثم نظرت الى القمر، ورأيت أن الآية الكريمة ﴿والقمرَ قدّرناهُ منازلَ حتى عادَ كالعُرجون القديم﴾(يس:39) تعبـّر عن نور مشرق من الاعجاز.
نعم! ان تقدير القمر تقديراً دقيقاً جداً، وتدويره حول الارض وتدبيره وتنويره، واعطاءه اوضاعاً ازاء الارض والشمس، محسوبة بحساب في منتهى الدقة والعناية، تتحير منه العقول، يرشد كل ذي شعور يشاهد هذه الدقة في التقدير ان يقول:ان القدير الذي ينظم هذه الامور على هذه الشاكلة الخارقة ويقـدّرها تقديراً دقيقاً، لا يصعب

لايوجد صوت