ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب الثالث عشر | 68
(63-69)

وهكذا فهناك علاجان اثنان ازاء هؤلاء:
اولهما: ايقاظ العشرين منهم المخمورين بالمطرقة.
وثانيها: اراءة طريق الأمان والخلاص للحائرين باظهار نور لهم (اي بالارشاد).
فالذي اراه أن ثمانين رجلاً يمسكون بالمطرقة بايديهم تجاه العشرين بينما يظل اولئك الثمانون الحائرون البائسون دون أن يُُبصّروا النور الحق، وحتى لو اُبصروا فان هؤلاء لكونهم يحملون في ايديهم عصا ونوراً معاً فلا يوثق بهم. فيحاور الحائر نفسه في قلق واضطراب: تُرى أيريد هذا أن يستدرجني بالنور ليضربني بالمطرقة؟. ثم حينما تتحطم المطرقة بالعوارض احياناً، يذهب ذلك النور ايضاً ادراج الرياح أو ينطفئ.
وهكذا، فذلك المستنقع هو الحياة الاجتماعية البشرية العابثة الملوثة الغفلة الملطخة بالضلالة.
واولئك المخمورون هم المتمردون الذين يتلذذون بالضلالة.
واولئك الحائرون هم الذين يشمئزون من الضلالة ولكنهم لا يستطيعون الخروج منها، فهم يريدون الخلاص ولكنهم لا يهتدون سبيلاً.. فهم حائرون.
أما تلك المطارق فهي التيارات السياسية، واما تلك الانوار فهي حقائق القرآن فالنور لا تثار حياله الضجة ولا يقابل بالعداء قطعاً، ولا ينفر منه الاّ الشيطان الرجيم.
ولذلك، قلت: (اعوذ بالله من الشيطان والسياسة) لكي احافظ على نور القرآن. واعتصمت بكلتا يدي بذلك النور، ملقياً مطرقة السياسة جانباً.
ورأيت أن في جميع التيارات السياسية - سواءً الموافقة منها أو المخالفة - عشاقاً لذلك النور.
فالدرس القرآني الذي يُلقى من موضع طاهر زكي مبرأ من موحيات افكار التيارات السياسية والانحيازات المغرضة جميعها،

لايوجد صوت