ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب الثالث عشر | 65
(63-69)

رسالتين أعتياديتين في مدة سنتين كاملتين. بل انهم حتى اليوم لا يرتاحون عندما يحضر لزيارتي ضيف أو ضيفان مرة كل عشرة أيام أو كل عشرين يوماً أو كل شهر، مع ان غرض الزيارة هو ثواب الآخرة ليس إلاّ. فارتكبوا الظلم في حقي، ولكن ربي الرحيم وخالقي الحكيم بدّل لي ذلك الظلم الى رحمة، اذ أدخلني في خلوة مرغوبة وعزلة مقبولة في هذه الشهور الثلاثة التي يكسب المرء فيها تسعين سنة من حياة معنوية. فالحمد لله على كل حال.
هذه هي حالي وظروف راحتي.
 سؤالكم الثاني:
لِمَ لا تراجع (المسؤولين) للحصول على شهادة؟
الجواب: انني في هذه المسألة محكوم للقدر ولست محكوماً لأهل الدنيا، لذا اراجع القدر. وارحل من ههنا متى ما سمح القدر وقطع رزقي هنا.
وحقيقة هذا المعنى هي:
ان في كل ما يصيب الانسان سببين:
الاول: سبب ظاهر. والآخر: حقيقي.
وقد اصبح اهل الدنيا سبباً ظاهراً وأتوا بي الى ههنا. أما القدر الإلهي فهو السبب الحقيقي، فحكم عليّ بهذه العزلة. والسبب الظاهر ظَلَمَ، أما السبب الحقيقي فقد عدل.
والسبب الظاهر فكرّ على هذا النمط: (ان هذا الرجل يخدم العلم والدين بافراط، فلربما يتدخل في امور دنيانا). فنفوني بناء على هذا الاحتمال، وظلموا ظلماً مضاعفاً بثلاث جهات.
اما القدر الإلهي فقد رأى: انني لا اخدم الدين والعلم خدمة خالصة كاملة، فحكم عليّ بهذا النفي، وحوّل ظلمهم المضاعف الى رحمة مضاعفة.
فما دام القدر هو الحاكم في نفيي، والقدر عادل، فانا ارجع اليه

لايوجد صوت