وافوض امري اليه. اما السبب الظاهر فليس له الاّ حجج ومبررات تافهة. بمعنى ان مراجعة اهل الدنيا لا يعني شيئاً ولا يجدى نفعاً.فلوكانوا يملكون حقاً أو اسباباً قوية فلربما يمكن مراجعتهم.
انني تركت دنياهم تركاً نهائياً - تباً لها - وفي الوقت الذي اعرضت عن سياساتهم كلياً - وتعساً لها - فان كل ما يساورهم من شكوك واوهام لا أصل لها اطلاقاً؛ لذا لا ارغب في ان اضفي صبغة الحقيقة على تلك الريوب والاوهام بمراجعتهم. فلو كان لي اقل رغبة في التدخل بسياستهم الدنيوية – التي طرف حبالها بايدي الاجانب – لكانت تُظهر نفسها في ثماني ساعات وليست في ثماني سنوات. علماً انني لم ارغب في قراءة جريدة واحدة ولم اقرأها طوال ثماني سنوات. فمنذ اربع سنوات وانا هنا تحت المراقبة، لم تبدُ مني ظاهرة من ذلك، بمعنى ان خدمة القرآن لها من السمو والرفعة ما يعلو على جميع السياسات مما يجعلني اترفّع عن التدخل في السياسات الدنيوية التي يغلب عليها الكذب.
والسبب الثاني لعدم مراجعتهم هو: ان ادعاء الحق ازاء من يظنون الباطل حقاً، نوع من الباطل فلا اريد ارتكاب ظلم كهذا.
سؤالكم الثالث:
لِمَ لا تهتم الى هذا الحد بمجريات السياسية العالمية الحاضرة.. نراك لا تغيّر من طورِكَ اصلاً امام الحوادث الجارية على صفحات العالم. أفترتاح اليها أم انك تخاف خوفاً يدفعك الى السكوت؟
الجواب: ان خدمة القرآن الكريم هي التي منعتني بشدة عن عالم السياسة بل أنستني حتى التفكر فيها. والاّ فان تأريخ حياتي كلها تشهد بأن الخوف لم يكبلني ولا يمنعني في مواصلة سيري فيما اراه حقاً. ثم ممَّ يكون خوفي؟ فليس لي مع الدنيا علاقة غير الأجل، اذ ليس لي اهل واولاد أفكر فيهم، ولا اموال افكر فيها، ولا افكر في شرف الأصالة والحسب والنسب. ورحم الله من اعان على القضاء على السمعة الاجتماعية التي هي الرياء والشهرة الكاذبة، فضلاً عن