ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب التاسع عشر | 212
(163-327)

الأكرم y: (أمر عمر بن الخطاب ان يزود اربعمائة راكب من أحمس. فقال: يا رسول الله ما هي الاّ أصوع(1) قال: اذهب، فذهب فزوَّدهم منه. وكان قدر الفصيل الرابض من التمر، وبقي بحاله)(2).
هكذا وقعت معجزة البركة هذه، وهي تتعلق باربعمائة رجل، لا سيما بعمر رضي الله عنه. فهؤلاء جميعاً هم الرواة لأن سكوتهم حتماً تصديق للرواية. فلا تقل انها خبر آحاد ثم تمضي الى شأنك فأمثال هذه الحوادث وان كانت خبر آحاد، الاّ انها تورث الطمأنينة في القلب لانها بمثابة التواتر المعنوي.
المثال الرابع عشر:
 ثبت في الصحاح وفي مقدمتها البخاري ومسلم حديث جابر رضي الله عنه (في دَين أبيه، وقد كان بَذَل لغرماء أبيه أصلَ مالِهِ ليقبلوه ولم يكن في ثمرها سنتين كفافُ دَينهم، فجاءه النبي y بعد أن أمره بجدِّها ــ أي قطعها ــ وجعلها بيادر في أصولها، فمشى فيها ودعا، فأوفي منه جابر غُرماء ابيه وفَضَل مثل ما كانوا يجدُّون كل سنة، وفي رواية مثل ما اعطاهم، قال: وكان الغرماء يهودَ فعجبوا من ذلك)(3).
وهكذا فهذه المعجزة الباهرة في بركة الطعام ليست برواية يرويها جابر واشخاص معدودون فقط وانما هي متواترة من حيث المعنى يرويها جميع هؤلاء الرواة ممثلين لكلّ من تتعلق به هذه الرواية.
المثال الخامس عشر:
 يروى العلماء المحققون رواية صحيحة، وفي مقدمتهم الأمام الترمذي والبيهقي، عن ابي هريرة رضى الله عنه انه قال: أصاب

-----------------------------------------------------------------------

(1) (اصوع): جمع صاع - (الفصيل): ولد الناقة الصغير.
(2) اورده الامام أحمد بسياق طويل عن دُكين. قال الساعاتي: رواه ابو داود، قال المنذري واخرجه البخاري في التأريخ الكبير. قال الساعاتي: وليس لدكين في مسند الامام احمد سوى هذا الحديث. ورواه الامام احمد من اربعة طرق اجمعها ما ذكرته هنا وسنده جيد، وسكت عنه ابو داود والمنذري (الفتح الرباني 22/ 58 باختصار) قال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح (8/ 304).
(3) رواه البخاري (4/ 235) واحمد (الفتح الرباني 22/ 60). الشفا (1/ 295).

لايوجد صوت