ثبت برواية صحيحة (في انكاح النبي y لعلي فاطمة أن النبي y أمر بلالاً بقصعة من اربعة امدادٍ أو خمسة ويذبح جزوراً(2) لوليمتها. قال: فاتيته بذلك فطعن في رأسها، ثم ادخل الناس رُفقة رفقة يأكلون منها، حتى فرغوا، وبقيت منها فضلةٌ، فبرّك فيها وأمر بحملها الى ازواجه، وقال: (كلن واطعمن مَن غشيكن)(3) حقاً! ان مثل هذا الزواج الميمون لحريٌّ بمثل هذه المعجزة في البركة.
المثال الثاني عشر:
روى جعفر الصادق عن ابيه محمد الباقر عن ابيه زين العابدين عن علي رضي الله عنه: (ان فاطمة طبخت قدراً لغذائهما ووجّهت علياً الى النبي y ليتغذى معهما، فأمرها فغرفت منها لجميع نسائه صفحةً صفحة ثم له y ولعلي ثم لها ثم رفعت القدر وانها لتفيض، قالت: فأكلنا منها ما شاء الله)(4).
فعجباً من أمرك ايها الانسان لِمَ لا تصدّق بهذه المعجزة الباهرة تصديق شهود بعد ما سمعت ان رواتها من السلسلة الطاهرة، حتى الشيطان نفسه لا يجد سبيلاً لأنكارها!
المثال الثالث عشر:
روى الائمة امثال ابي داود وأحمد ابن حنبل والبيهقي عن دُكَين الأحمسي بن سعيد المزين، وعن الصحابي الذي تشرف هو واخوته الستة بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم وهو نعمان بن مقرن الأحمسي المزين، ومن رواية جرير ومن طرق متعددة ان الرسول
----------------------------------------------------------------------------
(2) (جزور): رأس من الابل ناقة أو جملاً سميت بها لأنها مما يجزر.
(3) الشفا (1/ 297).
(4) الشفا (1/ 294) رواه ابن سعد منقطعاً لأن محمداً ووالده لم يدركا علياً، فقول الحلبي رواية الباقر عن علي مرسلة فيه نوع مسامحة (علي القاري 1/ 608)، وللحديث شاهد بمعناه أورده الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (4/ 73 برقم 4001) وحسّنه المحقق، وفي سنده ابن لهيعة وهو سئ الحفظ، وحديثه حسنٌ بالمتابعات، فلا يخشى من سوء حفظه، وصحيح اذا كان عن العبادلة الثلاثة لأنه حدّث قبل احتراق كتبه ، كما صرح بذلك الحافظ وغيره وهذه منها، فعند ابي يعلى عن عبد الله بن صالح عن ابن لهيعة فحديث جابر صحيح.