ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | ذ يـلالكلمة العاشرة من المكتوب العشرين | 378
(377-382)

نحيل اليها، الاّ اننا نشير هنا بثلاث اشارات في ثلاث تمثيلات تحقق اطمئنان النفس تجاه هذه الحقيقة.
 التمثـيل الاول: ان ذرة صـغيرة شفافة لماعة لاتسـع نـور عـود ثقاب بالـذات، ولاتكون مصدراً له، اذ يمكن ان يكون له نور بالاصالة بقدر جرمه وبمقدار ماهيته كذرة جزئية. ولكن اذا ما انتسبت الى الشمس وفتحت عينها تجاهها ونظرت اليها، فان تلك الذرة الصغيرة يمكن ان تستوعب تلك الشمس بضيائها وألوانها السبعة وحرارتها حتى بمسافتها، وتنال نوعاً من مظاهر تجليها الاعظم. بمعنى ان تلك الذرة ان بقيت سائبة دون انتساب مستندة الى ذاتها، لاتعمل شيئاً إلاّ بقدر الذرة، ولكن ان عُدّت مأمورة لدى الشمس ومنسوبة اليها ومرآة لها، فانها تستطيع ان تظهر قسماً من نماذج جزئية لاجراءات الشمس.
(ولله المثل الاعلى) فان كل موجود، حتى كل ذرة، اذا اسندت الى الكثرة والشرك والى الاسباب والى الطبيعة والى نفسها. فإما ان تكون كل ذرة وكل موجود، مالكة لعلم محيط بكل شئ ولقدرة مطلقة، او تتشكل فيها مطابع ومكائن معنوية لاحدّ لها، كي تؤدي اعمالها التي اودعت فيها. ولكن اذا أسندت تلك الذرات الى الواحد الاحد، فعندئذٍ ينتسب اليه كل مصنوع وكل ذرة ويكون كالموظف المأمور لديه، وانتسابه هذا يجعله ينال تجلياً منه، وبهذه الحظوة والانتساب يستند الى علم مطلق وقدرة مطلقة، فينجز من الاعمال ويؤدي من الوظائف ما يفوق قوته بملايين المرات، وذلك بقوة خالقه وبسر ذلك الاستناد والانتساب.
 التمثيـل الثاني: أخَوان: احدهـما شجاع يعتمد على نفسه ويعتّد بهـا، والآخـر شهم غيور يملك حمية الدفاع عن الوطن. فعند نشوب الحرب، لاينتسب الاول الى الدولة لاعتداده بنفسه. بل يرغب ان يؤدي الاعمال بنفسه مما يضطره هذا الى حمل منابع قوته على ظهره، ويُلجؤه الى نقل تجهيزاته وعتاده بقدرته المحدودة، لذا

لايوجد صوت