ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | ذ يـلالكلمة العاشرة من المكتوب العشرين | 380
(377-382)

احصـائية جغرافية حول بلاد لم يشاهداها اصلاً، فأحدهما ينتسب الى سلطان تلك البلاد ويدخل دائرة البريد والبرق، ويتم معاملات ربط خط هاتفه ببدّالة الدولة لقاء اجرة زهيدة، ويتمكن بهذه الوسيلة ان يتصل مع الجهات ويتسلم منها المعلومات. وهكذا كتب بحثاً فيما يخص الاحصائيات الجغرافية، في غاية الجودة والاتقان والعلمية.
اما الآخر: فإما انه سيسيح دوماً طوال خمسين سنة ويقتحم المصاعب والمهالك ليشاهد تلك الاماكن بنفسه وليسمع الاحداث بنفسه.. او ينفق ملايين الليرات ليمدّ اسلاك الهاتف كما هي للدولة، ويكون مالكاً لأجهزة المخابرة البرقية كما للسلطان كي يكون بحثه قيماً كبحث صاحبه.
(ولله المثل الاعلى) اذا اسندت المخلوقات غير المحدودة والاشياء غير المعدودة الى الواحد الاحد، فكل شئ عندئذٍ يكون ـ بذلك الارتباط ـ قد نال مظهراً من ذلك الانتساب، ويكون موضع تجلٍ من ذلك النور الازلي، فيمدّ علاقات ارتباطه بقوانين حكمته، وبدساتير علمه، وبنواميس قدرته جل وعلا، وعندها يرى كل شئ بحول الله وبقوته، ويحظى بتجلٍ رباني يكون بمثابة بصره الناظر الى كل شئ ووجهه المتوجه الى كل شئ وكلامه النافذ في كل شئ.
واذا قطع ذلك الانتساب، ينقطع ايضاً كل شئ من الاشياء عن ذلك الشئ. وينكمش الشئ بقدر جرمه. وفي هذه الحالة عليه ان يكون صاحب اُلوهية مطلقة ليتمكن ان يجري مايجري في الوضع الاول!!
زبدة الكلام: ان في طريق الوحدة والايمان سهولة مطلقة بدرجة الوجوب، بينما في طريق الشرك والاسباب والكثرة مشكلات وصعوبات بدرجة الامتناع، لان الواحد يعطي وضعاً معيناً لكثير من الاشياء، ويستحصل منها نتيجة معينة دون عناء، بينما لو أحيل اتخاذ ذلك الوضع واستحصال تلك النتيجة الى تلك الاشياء الكثيرة، لما أمكن ذلك الاّ بتكاليف وصعوبات كثيرة جداً وبحركات كثيرة جداً.
فكما ذكر في (المكتوب الثالث): ان جولان جيوش النجوم

لايوجد صوت