ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | ذ يـلالكلمة العاشرة من المكتوب العشرين | 381
(377-382)

وجريانها في ميدان السماوات تحت رياسة الشمس والقمر واعطاء كل ليلة وكل سنة منظراً رائعاً بهيجاً، منظراً للذكر والتسبيح، ووضعاً مؤنساً جذّاباً، وتبديل المواسم وايجاد امثالها من المصالح والنتائج الارضية الحكيمة الرفيعة.. اذا اسندت هذه الافعال الى الوحدة فذلك السلطان الازلي يجريها بكل سهولة ويسر كتحريك جندي واحد، مسخراً الارض ـ التي هي كجندي في جيش السماوات ـ ومعيناً اياها قائداً عاماً على الاجرام العلوية. وبعد تسلّمها الامر تنتشي بنشوة التوظيف وتهتز لسماعها كالمولوي في انجذاب واشتياق، فتحصل تلك النتائج المهمة، وذلك الوضع الجميل بتكاليف قليلة جداً.
ولكن اذا قيل للارض: قفي لاتتدخلي في الامر وأُحيل استحصال تلك النتيجة وذلك الوضع الى السموات نفسها، وسُلكت طريق الكثرة والشرك بدل الوحدة، يلزم عندئذٍ ان تقطع ملايين النجوم كل منها اكبر بالوف المرات من الكرة الارضية، ان تقطع كل يوم وكل سنة مسافة مليارات السنين في اربع وعشرين ساعة.
نتيجة الكلام: ان القرآن الكريم يفوض أمر المخلوقات غير المحدودة الى الصانع الواحد، ويسند اليه كل شئ مباشرة، فيسلك طريقاً سهلاً بدرجة الوجوب، ويدعو اليها وكذلك يفعل المؤمنون.
اما اهل الشرك والطغيان فانهم باسنادهم المصنوع الواحد الى اسباب لاحدّ لها يسلكون طريقاً صعباً الى درجة الامتناع، بينما جميع المصنوعات التي هي في مسلك القرآن مساوية لمصنوع واحد في هذا المسلك، بل ان صدور جميع الاشياء من الواحد الاحد اسهل وأهون بكثير من صدور شئ واحد من اشياء لاحدّ لها. حيث ان ضابطاً واحداً يدبّر أمر ألف جندي بسهولة أمر جندي واحد، بينما اذا أحيل تدبير أمر جندي واحد الى ألفٍ من الضباط فالامر يستشكل ويصعب بألف ضعف وضعف وتنشأ الاختلاطات والاضطرابات والمماحكات.
وهكذا تُنزل الآية الكريمة الآتية ضرباتها القوية وصفعاتها لى

لايوجد صوت