ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب الحادي والعشرون | 386
(383-387)

سر في ( الجزاء من جنس العمل). لذا.. ان كنت محباً لآخرتك فدونك كنزٌ عظيم الا وهو: اخدمهما ونل رضاهما. وان كنت تحب الدنيا فارضهما كذلك واشكر لهما. حتى تمضي حياتك براحة، وحتى يأتي رزقك ببركة من ورائهم.
والاّ .. فان استثقال هؤلاء وتمني موتهم وتجريح قلوبهم الرقيقة الحساسة يجعلك ممن تنطبق عليه حقيقة الاية الكريمة ﴿خسر الدنيا والاخرة﴾.
واذا كنت تريد رحمة الرحمن الرحيم فارحم ودائع ذلك الرحمن، وما استودعك في بيتك من أمانات.
كان لي اخ من اخوان الاخرة وهو (مصطفى ضاووش)(1) وكنت أراه موفقاً في دينه ودنياه معاً. ولم اكن اعرف السر. ثم علمت سبب ذلك التوفيق وهو: ان هذا الرجل الصالح كان قد علم حقوق امه وابيه، وانه راعى تلك الحقوق حق رعايتها. فكان ان وجد الراحة والرحمة ببركة وجوههم. وارجو ان يكون قد عمّر آخرته كذلك ان شاء الله. فمن اراد ان يكون سعيداً فليقتد به، وليكن مثله.

اللهم صل وسلم على مَن قال: 
(الجنةُ تحتَ اقدام الامهات)(2 
وعلى آله وصحبه اجمعين.
﴿سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا اِلاّ ما عَلَّمْتَنا اِنَّكَ اَنْتَ الْعَليمُ الْحَكيم﴾


------------------
(1) مصطفى ضاووش: اسمه الحقيقي خلوصي مصطفى ولد سنة 1882، خدم الاستاذ النورسي في بارلا وتوفي في شباط سنة 1939 عن سبعة وخمسين سنة من العمر. - المترجم.
(2) حديث (الجنة تحت اقدام الامهات): عزاه السيوطي في الجامع الصغير (3642) الى القضاعي والخطيب في الجامع وقال الحاكم صحيح الاسناد ووافقه الذهبي وأقره المنذري إلاّ أنه ضُعف بهذا اللفظ. انظر ضعيف الجامع الصغير وزيادته (2665) وكشف الخفاء(1/335). قلت: ويغني عنه مايلي:
عن معاوية جاهمة رضي ا عنه قال: قال رسول الله y (الزم رجلها فثمَّ الجنة). حسن : في صحيح الجامع الصغير وزيادته (1259): رواه ابن ماجة قال المحقق: حسن.

لايوجد صوت