ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب الثالث والعشرون | 420
(412-420)

واذ تخبر الآية الكريمة عن موت يوسف في هذه الاثناء التي كان يوسف (عليه السلام) في ذروة السعادة والسرور تخبر ان يوسف (عليه السلام) نفسه هو الذي يسأل ربه الجليل وفاته لينال سعادة اعظم من هذه السعادة التي يرفل بها. وتوفي فنال تلك السعادة العظمى. بمعنى ان ما وراء القبر سعادة اكبر وفرحاً اعظم من هذه السعادة التي ينعم بها يوسف وهو الانيس بالحقيقة. اذ طلب الموت المرّ وهو في ذلك الوضع الدنيوي المفرح اللذيذ كي ينال تلك السعادة العظمى هناك.
فتأمل يا أخي في بلاغة القرآن الحكيم هذه، كيف أخبر عن خاتمة قصة يوسف بذلك الخبر الذي لم يثر الالم والأسف لدى السامعين، بل زادهم بشارة وسروراً. فضلاً عن انه يرشد الى الآتي:
اعملوا لما وراء القبر، فان السعادة الحقة واللذة الحقيقية هناك، زد على ذلك بيّن مرتبة الصديقية الرفيعة السامية لسيدنا يوسف (عليه السلام)، اذ يقول:
ان اسطع حالة في الدنيا وأكثرها فرحاً وبهجة وسروراً لم تورثه الغفلة قطعاً ولم تفتره، بل هو دائم الطلب للآخرة.
الباقي هو الباقي
سعيد النورسي

لايوجد صوت