ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب الثالث والعشرون | 417
(412-420)

ظل جارياً في الجزيرة العربية تحت حجب كثيرة. ولكن التعبد هذا لم يكن على صورة الفرض والواجب بل كان تعبداً اختيارياً يُؤدّى ندباً.
هذه الحقيقة طويلة، لتظل الآن مختصرة.
 سؤالكم السادس:
ماحكمة بعثة الرسول y في سن الكمال وهو الاربعون من العمر. وما حكمة انتقاله الى الملأ الاعلى في السن الثالثة والستين من عمره المبارك؟
الجواب:
حِكمها كثيرة. احداها هي:
ان النبوة تكليف ثقيل، وعبء عظيم جداً، لايُحمل الاّ بعد نمو الملكات العقلية ونضوجها وتكامل الاستعدادات القلبية. اما زمن ذلك الكمال فهو الاربعون من العمر.
اما فترة الفتوة والشباب التي هي فترة تهيج النوازع النفسانية ووقت غليان الحرارة الغريزية وأوان فوران الحرص على الدنيا فهي لاتلائم وظائف النبوة التي هي مقدسة وأخروية وخالصة للّه وحده. اذ مهما كان الانسان جاداً وخالصاً قبل الاربعين من العمر، فلربما يرد الى اذهان المتطلعين الى الشهرة ظنٌ بأنه يعمل لجاه الدنيا ونيل مقام فيها، فلا ينجو من اتهاماتهم بسهولة. اما بعد الاربعين فان العمر ينحدر الى باب القبر وتتراءى له الآخرة أكثر من الدنيا، فينجو من ذلك الاتهام بسهولة ويوفّق في حركاته واعماله الاخروية وينجو الناس من سوء الظن وينقَذون.
اما كون عمره المبارك الذي قد قضي في ثلاث وستين سنة، فمن حكمه الكثيرة نذكر واحدة منها:
إن اهل الايمان مكلفون شرعاً بحب الرسول الاعظم y غاية الحب وبتوقيره واحترامه اكثر من اي انسان آخر، وبعدم النفور من اي شئ يخصه، بل رؤية كل حال من احواله جميلة نزيهة. ولهذا فان الله سبحانه وتعالى لايدع حبيبه الاكرم y الى وقت الشيخوخة

لايوجد صوت