ﺍﻠﻤﻜﺘﻭﺒﺎﺕ | المكتوب الثالث والعشرون | 416
(412-420)

ولهذا فالحرص سبب الحرمان، والصبر يحل المشاكل، حتى غدا من مضرب الامثال: (الحريص خائب خاسر) و (الصبر مفتاح الفرج). بمعنى: ان عنايته سبحانه وتوفيقه مع الصابرين. اذ الصبر على انواع ثلاثة:
الاول: الصبر عن المعصية وتجنبها، فهذا الصبر هو التقوى، ويجعل صاحبه محظياً بسر قوله تعالى: ﴿إنّ الله مع المتقين﴾(البقرة:194).
الثاني: الصبر عند المصيبة، وهذا هو التوكل وتسليم الامر اليه سبحانه، مما يدفع صاحبه الى التشرف بقوله تعالى:﴿ان الله يحب المتوكلين﴾(آل عمران:159) و﴿والله يحب الصابرين﴾(آل عمران:146).
اما عدم الصبر فهو يتضمن الشكوى من اللهالذي ينتج انتقاد أفعاله واتهام رحمته ورفض حكمته.
نعم! ان الانسان الضعيف العاجز يتألم ويبكي من ضربات المصيبة ويشكو، ولكن يجب ان تكون الشكوى اليه لامنه، كمـا قال سـيدنا يعقوب عليه السـلام : ﴿إنما أشكو بثي وحزني الى الله﴾(يوسف :86) اي شكوى المصيبة الى الله وليس الشكوى من الله الى الناس والتأفف والتحسر وقوله: (ماذا عملت حتى جوزيت بهذه المصيبة) لإثارة رقة قلوب الناس العاجزين. فهذا ضرر ولامعنى له.
الصبر الثالث: الصبر على العبادة، الذي يمكن ان يبلغ صاحبه مقام المحبوبية، فيسوق الى حيث العبودية الكاملة التي هي أعلى مقام.
 سؤالكم الخامس:
ان الخامس عشر من العمر يعدّ سن التكليف، فكيف كان الرسول y يتعبد قبل النبوة؟.
الجواب:
كان يتعبد بالبقية الباقية من دين سيدنا ابراهيم عليه السلام الذي

لايوجد صوت